د. منى الحديدي وفوز مستحق بجائزة المرأة العربية
بقلم/ د. نادية النشار
حالة من الحب والفخر ملأت الوسط الإعلامي والثقافي في مصر بفوز الأستاذة الدكتورة منى الحديدي بجائزة (المرأة العربية والمسئولية الاجتماعية) من جامعة الدول العربية وعلى مستوى الوطن العربي، للعام الثاني على التوالي.
والأستاذة الدكتورة منى الحديدي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة عضو لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، عضو المجلس الأعلى للإعلام، هي أستاذة ينهل من علمها الدارسون والباحثون في مجال الإعلام وعلوم الاتصال، ودائما تحيطني أستاذتي بحضورها المؤثر حين تحضر، وسيرتها الطيبة الحافلة بالانجازات أينما حللت.
المسافة التي تضعها بينها وبين المريدين تبني حدودا حاسمة غير قابلة للتجاوز ، وكنت أظن أنها مسافات دائمة حاسمة مطلقة حتى أصبحت علاقتي بها تمتد في كل مراحل حياتي الدراسية من بكالوريوس الإعلام حتى الماجستير والدكتوراة، وحتى شرفت بعضويتي وجلوسي جوارها وهي الخبيرة الأستاذة القديرة في لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، التي ترأسها أستاذتي القديرة الغالية الدكتورة سوزان القليني.
في كل مرحلة أرسلت رسائلها، وتركت في عقلي وقلبي أثرًا عميقا، هي جائزة تتشرف بها الجوائز.
في طرقات الكلية التي كانت دورا في مبنى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية كنت أراها نموذجا راقيا جميلا متحفظا ومنضبطا، لا تخرج عن نص، كنت أتساءل كيف تحيط نفسها بكل هذا البهاء والحضور والرقي والوقار؟
في بداية مرحلة الدراسات العليا كان عددنا أقل من أصابع اليد، ما صنع قدرا من القرب، أجلس أمامها مباشرة، تناقشنا في تفاصيل الرسائل الإعلامية، هي تعشق كل وسائل الإعلام لكن يبدو أن للسينما سحرها، فكنت معها أرى جوانب أخرى في اللقطات والمشاهد ليستمر النقاش، وأرى ما لم أكن أرى، نعم كانت تدربنا أن نرى، أن نضغط على زر الإضاءة الداخلي في نفوس تتعلم، ليضيء نور تصاعدي في عقول باحثين شباب،
في الماجستير، الذي أشرفت على رسالتي فيه الأستاذة الدكتورة سوزان القليني، أستاذتي وتلميذتها، وحين أراهما معا أستقي علوما جديدة كل مرة لقاء، درست في الماجستير الإعلانات، سألتني دكتورة منى في النقاش هل ترينها كثيرة؟ أجبت مندفعة اندفاع باحث مبتدئ: نعم جدا وطاغية، لترد هي في هدوء شديد: بل هي ضئيلة جدا قياسا بالمنشود، فالإعلام صناعة لابد أن نبحث كيف لها أن تستمر، لكننا دائما تشغلنا المعايير، إذا تحققت المعايير انضبط الأداء وأدت الإعلانات دورا اقتصاديا مهما لاستمرار صناعة الإعلام في ظل منافسة شرسة تحتاج إمكانات بشرية مؤهلة، وإمكانات مادية وتقنية.
في مناقشة رسالتي في مرحلة الدكتوراة، قدمت اسمها على نغمات الموسيقى في (تيتر ) الرسالة، نعم لقد استأذنت أستاذتي الدكتورة سوزان القليني أن أبدأ رسالتي كبرنامج شيق يبدأ بمقدمة موسيقية غنائية صفق على نغماتها الجمهور، أسعدتني يومها ضحكتها الصافية، وانطلاقة المرح في عينيها،
ثم كان اللقاء الذي كان درسا جديدا في مؤتمر المرأة المصرية والتنمية المستدامة قبل الجلسة الإعلامية اجتمعنا على مائدة واحدة نجهز لجلسة الإعلام والتغيير المجتمعي تجاه قضايا المجتمع والمرأة والتنمية المستدامة، كانت كما هي دائما الأستاذة المعطاءة التي تمنح قدرا كبيرا من الثقة والطمأنينة في نفوس طلابها ومريديها،
وتتوالى اللقاءات وأستمر في التعلم من هذه السيدة الجميلة التي تعلمنا معنى الكلمة وأصول التواصل الإنساني والعلمي في سلسلة ممتدة من عطاء جميل.