إيناس مقلد
دبي – الوكالات:
تسببت المعارك بين قوات الحكومة اليمنية والحوثي في محافظة مأرب بنزوح 90 ألف شخص منذ بدايتها قبل عشرة أشهر، حسبما أفادت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أمس.
ودفعت المعارك في المنطقة الاستراتيجية هذه إلى نزوح آلاف العائلات وباتت تهدد خصوصا مخيمات النازحين فيها والبالغ عددها 140 مخيما يعيش فيها بين 750 ألف شخص ومليون شخص نزحوا من مناطق أخرى خلال السنوات الماضية، بحسب السلطات المحلية.
وقالت منظمة الهجرة في بيان: «دخل القتال الدامي الآن شهره العاشر في شمال شرق اليمن، حيث نزح أكثر من 90 ألف شخص في محافظة مأرب وداخلها منذ يناير».
وأضافت المنظمة أنّ هذا العدد «يمثّل أكثر من نصف جميع حالات النزوح المرتبطة بالنزاع في اليمن هذا العام»، محذّرة من أن الوضع «على وشك أن يصبح أسوأ».
وقالت كريستا روتنشتاينر رئيسة بعثة المنظمة في اليمن: «نشعر بقلق بالغ إزاء الأثر المدمر للقتال العنيف الذي يقترب من المناطق المكتظة بالسكان/ النازحين والسكان المحليين والمهاجرين».
وتابعت: «نأمل أن يتم التوصل إلى حل سلمي قريبا لمنع حدوث أزمة نزوح ضخمة، فقد يضطر مئات الآلاف من الناس إلى الفرار، وكثير منهم سيهربون من هذا الصراع للمرة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة».
وبعد ست سنوات من الاقتتال على السلطة في نزاع حصد أرواح الآلاف، يشهد اليمن انهيارا في الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها من القطاعات، فيما يعيش أكثر من 3.3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.
وكانت مدينة مأرب بمثابة ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربا من المعارك أو أملوا ببداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة لسنوات، ولكنهم أصبحوا الآن في مرمى النيران مع اندلاع القتال للسيطرة عليها.
وحتى بداية 2020، استطاعت مدينة مأرب أن تعزل نفسها إلى حد ما عن الحرب وآثارها بفضل النفط والغاز فيها، وقربها من الحدود الشمالية لليمن مع السعودية، والتوافق بين قبائلها.
يأتي ذلك في وقت تقلّصت المساعدات للبلد الفقير بسبب فيروس كورونا المستجد ما تسبّب بتعليق عشرات برامج الإغاثة.
وحذرت روتنشتاينر من أنه «بينما تعمل فرق وشركاء المنظمة الدولية للهجرة بجدّ للاستجابة، فإنها تواجه صعوبة شاقة نظرا لحجم المعاناة. العائلات النازحة في حاجة ماسة إلى المأوى الآمن والمياه النظيفة والصرف الصحي والدعم الغذائي».