إيناس مقلد
ستيباناكرت – الوكالات:
واصل الأرمن والأذربيجانيون القتال العنيف في منطقة ناغورني قره باغ الانفصالية أمس، حيث أعلن كل جانب عن تحقيق انتصارات وأبدى تصميمه على الاستمرار في المعركة على الرغم من الدعوات لوقف إطلاق النار وسقوط ضحايا كثر في صفوف المدنيين.
وتبادل الجانبان الاتهامات خلال اليومين الماضيين بتعمد تصعيد القصف على المدن المأهولة، بما في ذلك عاصمة الانفصاليين ستيباناكرت وغنجه ثاني أكبر مدن أذربيجان.
وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان أصدرته صباح أمس أنها ألحقت «خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية» بخصومها مشيرة إلى أن «القوات الأرمينية أُجبرت على الانسحاب».
وأعلن رئيس جمهورية قره باغ المعلنة من جانب واحد أرايك هاروتيونيان أن جيشه «ينجز مهامه بنجاح» وأن «الوضع تحت السيطرة».
وفي اليوم العاشر من القتال، لا يبدو أن أيًا من الجانبين قد حسم الوضع لصالحه حتى الآن.
وتعد المعارك، التي استؤنفت في 27 سبتمبر، الأخطر منذ ذلك الحين.
وتعهد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الذي أنفقت دولته الغنية بالنفط بسخاء على شراء أسلحة حديثة في السنوات الأخيرة، استعادة قره باغ واستبعد التوصل إلى هدنة من دون تلقي وعد بانسحاب عسكري أرميني من المنطقة وتقديم «اعتذار» من رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان. وفي إشارة إلى العداء القائم، وصف خصومه بأنهم «كلاب».
وتجاهلت يريفان وباكو حتى الآن الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، وخصوصا من روسيا، القوة الإقليمية التي تبذل جهودا في الوساطة إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة منذ ما يقرب من 30 عامًا.
وتحظى أذربيجان بدعم صريح من رجب طيب أردوجان، الذي يدعو إلى استعادة المنطقة الانفصالية عسكريًا.
ودعت تركيا دول العالم لدعم أذربيجان وقللت من أهمية الحاجة لوقف لإطلاق النار في وقت تواصلت المعارك بين القوات الأرمنية والأذربيجانية حول منطقة ناغورني قره باغ لليوم العاشر على التوالي.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو خلال زيارة لأذربيجان، غداة دعوة من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا الإثنين إلى وقف «غير مشروط» لإطلاق النار.
وقال تشاوش أوغلو إن «وضع هذين البلدين على قدم المساواة يعني مكافأة المحتل. على العالم أن يكون إلى جانب أصحاب الحق، وتحديدا إلى جانب أذربيجان».
في المقابل، دعت كندا وبريطانيا الثلاثاء إلى حل للنزاع يستند إلى المفاوضات، وقالتا في بيان مشترك انهما تضمان صوتهما إلى الاتحاد الأوروبي «لوقف العمل العسكري في شكل عاجل».
وفي موسكو اعتبر الكرملين أمس أن الوضع في إقليم ناغورني قره باغ «يتدهور»، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن «الوضع يستمر في التدهور ولا يزال الناس يقتلون، وهو أمر مرفوض تماما»، مكررا أن «من واجب الطرفين وقف اطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات».