من الواجب الآكد علينا جميعا أن نرعى أسر الشهداء، فقد كان النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يزور أسر الشهداء ويتفقد أحوالهم، ويواسيهم، ويجبر خاطرهم، ويبشرهم، وينفق على أولادهم وذويهم ويساعدهم هو والصحابة الأخيار
وإذا كان الشهيد قد ضحى بنفسه؛ لنعيش نحن.. ونأمن نحن.. ونسعد نحن.. فإنه من الواجب الآكد علينا جميعا أن نرعى أسر الشهداء، فقد كان النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يزور أسر الشهداء ويتفقد أحوالهم، ويواسيهم، ويجبر خاطرهم، ويبشرهم، وينفق على أولادهم وذويهم ويساعدهم هو والصحابة الأخيار.
كما جاء التحذير الشديد من خيانتهم في أهليهم، وتعظيم حرمة ذلك، فعن بريدة (رضي الله عنه): قال: قال رسول الله (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (حُرمَةُ نِساءِ المُجاهِدينَ على القاعِدينَ، كحُرمَةِ أُمَّهاتِهم. وما مِن رجُلٍ منَ القاعِدينَ يَخلُفُ رجُلًا منَ المُجاهِدينَ في أهلِه، فيَخونُه فيهِم، إلَّا وقَف له يومَ القيامَةِ، فيَأخُذُ من عمَلِه ما شاء. فما ظَنُّكم؟). وفي روايةٍ: فقال: (فخُذْ من حسَناتِه ما شِئتَ). فالتفَت إلينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: (فما ظَنُّكم؟) (أخرجه مسلم في صحيحه). وهكذا فإِنَّ حِمايةَ المجتمَعِ المسلِمِ لنِساءِ الشهداء , والمرابطين وأولادهم والحِفاظَ عَليهم، مِمَّا يُعينُ على المرابطةفي سبيلِ اللهِ والوطن؛ لأنَّ المرابط سيأمَنُ على مَنْ يَترُكُ من زَوجَةٍ وأولاد؛ لذلك شَدَّد النَّبيُّ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) على حُرمَةِ نِساءِ المُجاهِدين، وغَلَّظَ مِن شأنِ النَّيلِ منهم أو انتِهاكِ حُرْمتهنَّ، وجَعَلَ نِساءَهم في الحُرمَةِ كأُمَّهاتِ القاعِدين، ومن ثم يحرم التَّعرُّضِ لَهُنَّ برِيبَةٍ أو فَسادٍ، ويجب القيامِ بقَضاءِ حَوائِجِهنَّ ورِعايَةِ أُمورِهنَّ، كما يَرعَى الإنسانُ حُرمَةَ أُمِّه، ويَقومُ على قَضاءِ حَوائِجِها، وفي الحديث بيانُ عِظَمِ إثمِ مَن خان المرابط وكذا وبالتالي الشهيد في أهلِه ونِسائِه وخَلَفَه فيهم بِشَرٍّ، موضحًا أنَّ مَن فَعَلَ ذلك إلَّا وَقَفَ له المرابط، فيَأخذُ مِن عملِ الخائنِ أي: مِن حَسناتِه ما شاء. وقَولُه (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم): (فما ظَنُّكم؟) أي: فما ظَنُّكم باللهِ عزَّ وجلَّ أنَّه يَصنَعُ مع هذا الخائنِ مِنَ العذابِ الشَّديدِ، وفي هذا منَ الوَعيدِ والزَّجرِ والتَّهديدِ ما فيه؛ لتعظيم حرمة أسر الشهداء.
ومن هنا أطالب بضرورة تكاتف الجميع لنكون على قلب رجل واحد خلف القيادة السياسية لمواجهة الإرهابيين.. هؤلاء الأوغاد، وضرورة تجفيف منابع تمويلهم وتضييق الخناق عليهم ماديًّا وتكنولوجيًّا..
وبعد.. فنهيئا لكم أيها الأبطال الأبرار.. هنيئا لكم وأنتم تحاربون الأوغاد الأشرار.. هنيئا لكم وأنتم تحاربون أناسًا باعوا أنفسهم للشيطان، وباعوا آخرتهم بدنياهم.. هنيئا لكم تخلصون البلاد والعباد والعالم من شر هؤلاء الإرهابيين.
هنيئا لكم أيها السادة الشهداء والمرابطون لحراسة الدين والوطن والعرض والمال، وصدق الرسول الكريم القائل فيما أخرجه الترمذي في سننه: (عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ: عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل اللهِ). وبالله تعالى التوفيق.
الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية