إيناس مقلد
موسكو – الوكالات:
سجّلت روسيا أمس ارتفاعا في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا قريب من المستويات القياسية المسجلة في مايو، ما دفع السلطات الى اتخاذ تدابير إضافية لكن من دون الوصول إلى حد إعادة فرض إغلاق كامل.
ومع تسجيل البلاد رابع أكبر عدد من إصابات كورونا في العالم، طبقت روسيا إجراءات صارمة خلال التفشي الأول للفيروس من بينها إغلاق حدود البلاد في مارس، فيما تعين على سكان موسكو التقدم للحصول على إذن إلكتروني للتجول في العاصمة.
وأمس أكّدت الحكومة تسجيل 10888 حالة جديدة في رقم يقترب من عدد الحالات القياسي البالغ 11656 المسجل في 11 مايو. من بينهم، 3537 إصابة في العاصمة، المدينة الأكثر تضررا في البلاد، والذي أعلن رئيس بلديتها سيرجي سوبيانين أنّ هناك «الكثير من المرضى بشدة».
وعدّت نائبة رئيس الوزراء تاتيانا غوليكوفا الجمعة الارتفاع الحاد في الحالات منذ أواخر سبتمبر «خطيرا»، لكنها أوضحت «أننا توقعنا ذلك»، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء تاس. وأشارت إلى بعض الأشخاص العائدين إلى أعمالهم وارتفاع الإصابة بنزلات البرد والالتهاب الرئوي المتوقعة عموما في الخريف والشتاء.
في موسكو، أمر سوبيانين كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا بالبقاء في منازلهم ونصح أرباب الأعمال بتكثيف العمل عن بعد بنسبة 30 بالمائة على الأقل من الموظفين.
لكنّ هذه الإجراءات لم تصل إلى مستوى الإغلاق الصارم الذي بلغ ذروته في موسكو في مارس.
وشهدت العاصمة آنذاك أعلى مستوى يومي للحالات الجديدة في مايو مع تسجيل 6703 حالات، وهو أعلى بكثير من الرقم الحالي.
وأصبحت اسبانيا أمس أول دولة أوروبية تتخطى فيها حالات الإصابة بالفيروس 800 ألف بعد أن سجلت 23480 حالة جديدة في مطلع الأسبوع. ووصل إجمالي حالات الإصابة إلى 813412 بينما وصل عدد الوفيات من المرض إلى 32225 ارتفاعا من 32086. ومعدل الوفيات اليومي في أعلى مستوى مسجل منذ أوائل مايو لكنه لا يزال أقل كثيرا من ذروة قياسية سجلها في أواخر مارس اقتربت من 900 وفاة يوميا.
وقالت وزارة الصحة الإيرانية أمس إن البلاد بأكملها تقريبا أصبحت خاضعة لأقصى درجة من درجات التأهب التي يشار إليها باللون الأحمر بسبب فيروس كورونا المستجد في ظل زيادة الإصابات وارتفاع الوفيات إلى مستويات قياسية.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة سيما سادات لاري للتلفزيون الحكومي إن 26 من أصل 31 محافظة إيرانية أصبحت مناطق «حمراء» وهو أعلى مستوى للتحذير من الخطر بينما تقف أربع محافظات في المستوى «البرتقالي» وهو المستوى التالي له.
وأضافت لاري أن السلطات سجلت رقما قياسيا عند 3902 إصابة جديدة في آخر 24 ساعة ليزيد الإجمالي في الدولة الأشد تضررا في الشرق الأوسط إلى 475674.
وقالت إن 235 مريضا توفوا على مدى الـ24 ساعة، وهو الرقم نفسه الكبير المسجل يوم 28 يوليو ليقفز إجمالي الوفيات إلى 27192.
وباتت مستشفيات لبنان على شفا الانهيار بسبب الارتفاع الحاد في عدد حالات الإصابة بالفيروس، فيما حذر خبراء من أنها لن تتمكن قريبا من الصمود وسط معاناة البلاد تحت وطأة أزمات متعاقبة. وقال فراس أبيض الذي يدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت وهي أكبر منشأة طبية تتعامل مع كورونا في البلاد «حاليا كوفيد-19 في لبنان خارج عن السيطرة.. نشهد معدل نتائج إيجابية مرتفع مقارنة بعدد الفحوص».
وسجل لبنان عددا قياسيا للزيادة اليومية مطلع الأسبوع بلغ 1321 مريضا بما رفع إجمالي الحالات لما يفوق 43 ألفا بينما توفي بسبب كورونا 398 مريضا.
إلى جانب ذلك اعتبرت منظمة الصحة العالمية أمس أن فيروس كورونا المستجد الذي أصاب 10% من سكان العالم أكثر من الأرقام المعلنة رسميا، وطالب مديرها العام تسريع إصلاح المؤسسة الدولية للتعامل مع التحديات الصحية.
وفي كلمة لدى افتتاح جلسة استثنائية للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية حول التعامل مع وباء كوفيد-19، دافع المدير العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس بقوة عن العمل الذي أنجزته المنظمة التي يتهمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم الكفاءة في إدارتها للجائحة التي تسببت بوفاة أكثر من مليون شخص.
والى جانبه أعلن مدير قسم الطوارئ في المنظمة مايكل راين أن نحو 10% من سكان العالم قد يكونون أصيبوا بالفيروس أي 780 مليون نسمة، في حين أن الأرقام المعلنة رسميا تشير إلى أن عدد الحالات يزيد على 35.3 مليونا.
كما أعلن أن المنظمة التي تتهمها واشنطن بأنها قريبة من الصين، اختارت أعضاء الفريق الدولي المكلف بالتحقيق في مصدر الجائحة. ولم يتم تحديد أي موعد بعد لذلك.