تخاريف انتخابية
بقلم/ إيهاب وهبي
قد يري البعض أن كثرة تقدم مرشحين لمجلس النواب يعطي أملا للتطور السياسي في مصر الجديدة، أو بمعني أدق أتاح لبعض بنود العداله الاجتماعية ومبدأ تكافؤ الفرص أن يري النور.
ولكن الحقيقه المستترة هي أن التخبط والانتهازية والتنطع السياسي وأشباه الأشياء تعبث بالحياة السياسي والحزبية في مصر منذ فترة دون أن يحرك ذلك ساكنا الأمر الذي -على عكس المعتقد- عمل على اتساع الفجوة.
لم تعد للكفاءة والعلم والثقافة دور. وبين سيطرة رؤوس الأموال والقطط السمان، وبين عدم فهم المعني الحقيقي لحق الترشح في برلمان مصر الجديدة، وبين أحزاب واهية وسماسرة القوائم وانتحال الصفات تجد أن الحقيقة هي العبث وعدم المصداقية والمزيد من تشويه لأكثر من ١٥٠ عاما مرَّت علي الحياة النياية في مصر.
نعم، نحن لا نصنع تاريخا وإنما نمحو تاريخا وقيما.. وبعد أن كان يجلس علي مقعد برلمان مصر سياسيون لديهم ما يسر العين من العلم والثقافة والشخصية الراقية والانتماء، أصبحنا نرى الأشباه وكأن التشويه متعمد وكأن تاريخ هذا البلد يجب أن يُمحى.
طبيعي جدًا عندما سمحنا بإنشاء مجموعة أحزاب كرتونية وأضعفنا الدور الحقيقي لها وجعلنا علي رؤس بعضها شخصيات مشبوهة فارغة عديمة الثقافه لمجرد أنها تحمل “شوال” مال غير معروف مصدره.. هنا فقط بدأت رحلة الهاوية.
قد يري البعض أن إطلاق الرغبات لكل من هب ودب اتجاه نحو المساواة، لكن الحقيقة أنك لن تستطيع أن تقنع الناس بما هو ليس مُقنع.
في زمن اللامعقول أصبح الخطاب السياسي غير معقول وغير مقبول. ولن اقتنع أبدًا بأن سياسة الطبلة والمرقعة داخل الأحزاب ستفرز خيرا، وإنما أنا مقتنع جدا بأنها قادرة علي فرز كوادر لا تجيد سوى فن الرقص حتى يبقى المسرح السياسي مجرد مسرحية هزلية ركيكة يتبارى علي خشبته الأفضل رقصا ولعبا على أوتار السياسة المترهلة.. فلكِ الله يا مصر.