كتب: عبد الرحمن هاشم
سألت سائلة تقول: تركت الصلاة فترةً طويلةً، وتبتُ إلى الله، وأريد أن أقضيَ هذه الصلوات. فهل تجب على الفور أو تجوز على التراخي؟
وأجاب فضيلة الشيخ الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى قائلا:
أولًا : اتفق الفقهاءُ على أنَّ المحافظةَ على الصلواتِ ، وأداءها في أوقاتها من أفضل القُرَبَات ، وأعظم الطاعات التي يتقرب بها العبد إلى ربه ؛ فعَنْ أُمِّ فَرْوَةَ قَالَتْ : ” سُئِلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا ” .
ثانيًا : اختلف الفقهاء في وجوب قضاء الفرائضِ؛ هل على الفور أو التراخي؟
فَذهبَ الحنفيَّةُ في الأصح والمالكيَّةُ والحنابلةُ إلى أن قضاء الفوائتِ يكون على الفور ما دام لا يوجد عذر أو مشقة أو انشغال بقضاء الأمور الضروريَّة ، وإلا جاز تأخيرها ؛ لما أخرجه البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : ” مَنْ نَسِيَ صَلَاةً ، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا ” .
لكن ذهب فقهاءُ الشافعيَّةُ إلى أن قَضاءَ الصَّلاةِ الفائتة يكون على التراخي إذا فاتت بعذر كالنسيان ونحوه ، وفي هذه الحالة تعجيلها مستحب ، وإن فاتت بغير عذرٍ فالصحيحُ أن قضاءها يكون على الفور ؛ لأن صاحبها مُفرِّطٌ بتركها.
والخلاصة : أن المسارعةَ واجبةٌ في قَضاءِ الصلوات الفائتة كلما تيسَّر ذلك ؛ لأنها تعتبر دَيْنًا لله ، ودين الله أحقُّ بالقضاء ، أما إذا ضاق به الوقت لطلب الرزق ونحوه مما يحتاجه الإنسان ، فله أنْ يُقَلِّدَ مَن قال بأنَّ القضاء على التراخي ، فيقضي منها كلما استطاع .
والله أعلم