مرحلة ما بعد خروج المسجون
د. نجلاء الورداني
إصلاح الجناة مهمة قومية يتحدد نجاحها بدور الشرطة الفاعل في احتواء الجناة وضمان عدم عودتهم للجرائم مرة أخرى.
ويتحقق ذلك من خلال دورها المنوط بها في إجراءات ما بعد الإفراج؛ أقصد: إصلاح المجرم في الرعاية اللاحقة له بعد الإفراج (المراقبة)، والتي من شأنها أن تسهم إلى حد كبير في إبعاده عن العودة إلى سلوك طريق الجريمة مرة أخرى،
ولا ينبغي نسيان مهمتها الأساسية في تأهيله وإصلاحه داخل المؤسسة العقابية.
الرعاية اللاحقة إذن؛ هي العلاج المكمل لعلاج السجين والوسيلة العملية لحماية المجتمع عن طريق توجيه المفرج عنهم وإرشادهم ومساعدتهم لسد احتياجاتهم، ومعاونتهم في الاستقرار في حياتهم والتكيف مع مجتمعهم وبيئتهم المحيطة بهم تحت إشراف ومعاونة المسؤولين.
إن السجين متى خرج من سجنه فإنه يواجه المجتمع بمشكلات متعددة (اجتماعية، نفسية، اقتصادية) فيكون في أشد الحاجة إلى من يأخذ بيده ويعينه على تخطي الهوة التي تفصله بين الحياة التي كان يحياها في السجن وحياة المجتمع الحر الذي يقف على أبوابه.
فإذا وجد المفرج عنه هذه المعونة من المجتمع تكيف معه واندمج فيه، أما إذا صادفته المتاعب ولاحقته الصعاب ووجد تنكرًا من البيئة ونفورًا وصدًا من المجتمع، أو أغلقت في وجهه سبل العيش الشريف فليس لنا أن نتوقع منه سوى عداء سافر للنظم والمعايير الاجتماعية وعودًا سريعًا إلى الإجرام.