إيناس مقلد
ستيباناكرت – (أذربيجان) – الوكالات:
استمر القصف المدفعي العنيف المتبادل بين المقاتلين الأرمن والجيش الأذربيجاني أمس، فيما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن نشر مقاتلين جهاديين في ناغورني قره باغ يعد تطورا «جديدا خطيرا».
وجددت روسيا والغرب الدعوات إلى وقف القتال المتواصل منذ عدة أيام في الجيب الانفصالي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 130 شخصا.
وفي دعوة مشتركة حض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب وماكرون الطرفين على العودة إلى المفاوضات الهادفة إلى تسوية هذا النزاع القديم.
وأعلن ماكرون بشكل منفصل أن جهاديين سوريين نقلوا عبر تركيا للانضمام إلى القتال في قره باغ، ووصف الأمر بأنه تطور «خطير للغاية، يغير الوضع».
ورفض كل من رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف فكرة عقد محادثات.
وفي مارتوني، القرية الصغيرة الواقعة على بعد 25 كلم من خط الجبهة، أرغم القصف الشديد السكان على الهرب من شراسة الهجمات عبر الاحتماء في الأقبية تحت بيوتهم.
ودخل البلدان الخصمان في القوقاز في نزاع مرير بشأن منطقة قره باغ منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عندما انفصلت المقاطعة ذات الغالبية العرقية الأرمنية عن أذربيجان.
ويوم الأحد اندلعت أعنف اشتباكات بين القوات الأرمنية والأذربيجانية منذ سنوات بشأن المنطقة الانفصالية وتأكد مقتل نحو 130 شخصا بينما تواصل القتال لليوم الخامس على التوالي.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية أمس إن قواتها شنت «ضربات مدفعية ساحقة على مواقع القوات الأرمنية في الأراضي المحتلة» طوال الليل. ونفت أذربيجان ما أعلنته يريفان عن إسقاط مروحية أذربيجانية ووقوعها في إيران. وأضافت أن المقاتلين الأرمينيين «أرغموا على التراجع من مواقع كانوا يسيطرون عليها على طول خط الجبهة».
ويزعم الطرفان أنهما ألحقا خسائر فادحة ببعضهما البعض وتجاهلا الدعوات المتكررة من زعماء دوليين لوقف القتال.
ويخشى إذا ما اندلعت حرب مباشرة بين أذربيجان المسلمة وأرمينيا ذات الغالبية المسيحية أن تُستدرج إلى النزاع قوتان إقليميتان هما روسيا وتركيا اللتان تدعم كل منهما طرفا في النزاع.
ودعا بوتين وماكرون وترامب إلى «وقف فوري للأعمال العدائية» في بيانهم أمس، وحضوا الطرفان على الالتزام بالمحادثات. وقال الزعماء الثلاثة: «ندعو أيضا قادة أرمينيا وأذربيجان إلى الالتزام من دون تأخير باستئناف المفاوضات الجوهرية». والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ضمن مجموعة مينسك التي شكلتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمعنية بإيجاد حل للنزاع منذ التسعينيات.