التفاؤل إكسير الحياة
بقلم
الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
الأمل والتفاؤل إكسير الحياة… والتفاؤل والأمل صناعة إسلامية بامتياز.. يقول الحق تبارك وتعالى: (وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف: 87) ، ويقول تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) (الزمر: 36)، ويقول أيضا: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: 28) أي تسكن وتستأنس بجلال الله فتطمئن، ومن ثم يزول قلقها واضطرابها، هذا وقد وردت هذه الآية الكريمة في سورة الرعد، والرعد مخيف، فجاءت الآية لتبث الأمل والطمأنينة في قلوب الذاكرين.
إننا في حاجة ماسة إلى التفاؤل وهو ميل أو نزوع نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال، وتوقع أفضل النتائج. وأعلى مراتبِ التفاؤل هو توقعُ الشفاءِ عند المرض، والنجاحِ عند الفشل، والنصرِ عند الهزيمة، والفرجِ عن الكروب، وانقشاعِ الغمة عند المصائب والنوازل.
والمؤمن دائماً مقبل على ربه مرتبط بمشيئته..
يقول الدكتور أحمد عمر هاشم :
لا تخف من أي شيء روعك *** كن مع اللهِ يكن ربى معك
وإذا نابك كربٌ فاصطبر *** وادعو مولاك وجفف أدمُعك
ما لنا إلا إلهٌ واحدٌ *** فاسأل الكون وقل من أبدعك
واسأل الحمل جنينا في الحشى *** مَن رعاك الآن مَن ذا أشبعك
واسأل البدر مضيئا في الدجى *** باعثا أنواره ما أروعك
واسأل الشطآن عن أمواجها *** واسأل البحر أتدري منبعك
واسأل الصبح تجلى مسفرا *** بعد ليل حالك من أطلعك
واسأل سل رسول الله قل يا مصطفى *** يا شفيع الخلق من قد شفعك
إنه ربي إله واحد *** كن مع الله يكن ربى معك
والتفاؤل ينشط أجهزةَ المناعةِ النفسية والجسدية، مما يجعل المرء على جادة الصحة والسلامة والوقاية؛ لذلك يجب أن نزرع الأمل والتفاؤل في النفوس وقيل (تفاءلوا بالخير تجدوه)
وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحب الفأل الحسن.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة)(صحيح ابن ماجة)، قال الحافظ ابن حجر: وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل -الحسن-؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله على كل حال.
والدراسات العلمية تثبت أن المتفائلين هم:
أكثر الناس نجاحا
وأكثر الناس إيجابية
وأكثر الناس تعاونا
وأكثر الناس إنجازا
وأكثر الناس حكمة
وأكثر الناس صحة
وأطول الناس أعمارا
ونحن نتحدث عن التفاؤل يجبُ الأخذُ بالأسباب والتوكل على رب الأرباب، وندعو الله أن يبارك في جيش مصر الأبيض من الأطباء والعاملين في رعاية المرضى، وفي جيش مصر النظامي (القوات المسلحة والشرطة المصرية) الذين يحمى البلاد والعباد، وفي جيشها من الإعلاميين الذين يحمون أمنها الفكري ويواجهون الشائعات.. وفي جيشها من الخيرين الذي يحمون الفقراء والضعفاء من الجوع..
فاللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً،
اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم، اللهم باعد بيننا وبين الوباء كما باعدت بين المشرق والمغرب..
اللهم احفظنا واحفظ أولادنا وأهلنا وأحبابنا، وجيشنا وأمننا وعلماءنا وبلادنا والمسلمين وشعوب العالم أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.