كتبت: د. منى بركات
قال الدكتور عاطف أبو سيفوزير الثقافة الفلسطينية: ظهرت على بعض الفضائيات العربية خلال شهر رمضان بعض المسلسلات التي تسيء إلى الرواية القومية العربية عن الصراع في وجه سرقة فلسطين وتُحرف التاريخ وتسند الرواية المضادة وتؤكد شرعيتها وهو ما يشكل تساوقاً وانجرافاً وراء مقاصد سلطات الاحتلال وتطبيعاً معها ومع روايتها، بل إنها تصب في سياق ضرب الرواية العربية والإسلامية والمسيحية عن فلسطين وتزور الحقائق.
وأضاف -في بيان أصدره بهذا الشأن- أن الكثير من المغالطات التاريخية والسياسية تصل حد المساس بجوهر الرواية القومية العربية عن هذا الصراع الذي شكل ومازال جوهر دفاع الأمة عن ذاتها ووجودها في وجه أخطر مشروع كولينيالي اغتصابي في التاريخ الحديث، كما اكد أن هذه المغالطات ليس فقط تضرب حصانة المشروع القومي وتفتح ثغرات في الرواية، وتدخل في خانة التشكيك بحيث تُستغل من الطرف الآخر. لذلك تطالب وزارة الثقافة بوقف مثل هذه الانتهاكات للرواية الفلسطينية والعربية فيما يتعلق بالصراع ضد الاستعمار الصهيوني.
واعتبر ابو سيف أن تقديم الرواية المضادة والتجريح في الرواية القومية يعد خدمة للعدو وتسويقاً لافتراءاته واكاذيبه وهو ما لا يقبله أي عربي حر، وإن انسياق شركات الإنتاج وتهافتها وراء تشويه الحقيقة طمعاً ببعض الرضا والتصفيق ولفت الانتباه لا يشكل بأي حال نموذجاً للروح العربية الحرة ولا لمواقف الشعب العربي في دولنا العربية ولا المواقف الرسمية لتلك الدول التي نعتز بوقوفها معنا ودعمها لنضال شعبنا وما قدمته لنا وما قدمناه لها، بيد أن مثل هذا الانزلاق لتطبيع الرواية المضادة وتوطينها في الوعي الشعبي العربي وتجسير العلاقات مع من مازال يسرق فلسطين ودول الجوار لهو هدايا مجانية وطعنة لتضحيات الشعب العربي وجيوشه الباسلة التي قاتلت وقدمت شهدائها من أجل كرامة الأمة العربية. واضاف أن محاولة الإيقاع بين الشعب الفلسطيني والدول العربية الشقيقة كما ورد في بعض تلك المسلسلات والدعوة إلى تعميق العلاقة مع دولة الاحتلال هو انتهاك صارخ لهذه الكرامة، فالقضية ليست “بزنس” إنها أرض عاش عليها الشعب العربي منذ الجد الكنعاني الأول وولد عليها يسوع المحبة والسلام وأسرى منها سيد الخلق إلى السماء وفتحها صلاح الدين حتى سرقها الاحتلال وابتلعها.
وقال الوزير: إن الجبهة الثقافية يجب أن تكون الأمتن في مواجهة الرواية المضادة لا أن يكون الفن للأسف الخاصرة الرخوة التي يتم تمرير هذه الرواية منه. المثقف آخر من يترك المعركة لأنه حارس الرواية وحامل مشعل الحقيقة. وإن انزلاق البعض لهو خيبة لهم وعار.
وطالب المثقفين قائلا: نهيب بالمثقفين والفنانين العرب الذين كان لهم دور تاريخي ومازال في تمكين الخطاب القومي الثقافي الرافض لكل أشكال التطبيع للوقوف أمام هذا الانزلاق الذي يشوه صورة الثقافة العربية ويخدم الثقافات المضادة.