سيادة الرئيس.. الملايين حجر عثرة أمام المرأة المصرية
بقلم/ مها الوكيل
شاهدت وسمعت وعايشت فرحه كل سيدات مصر بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي الخاص بمنح المرأة المصرية نسبه ٢٥٪ من مقاعد البرلمان القادم.
وبحكم عملي كصحفية بالقسم السياسي في أهم المواقع الالكترونية،وأيضا كعضوة بأحد الأحزاب المصرية، قابلت العديد من نماذج لسيدات كانوا أكثر فرحة وفخرا مني بهذا القرار.
وما لهم لا يشكرون الله، وقد أعطاهم الفرصة في هذا الوقت تحت حكم رئيس عادل يقدر ويفهم جيدا معاناة المرأة المصرية في اقتحام هذا المجال السياسي، ولذلك قرر أن يعطيها فرصة لأن تثبت قدرتها وكفاءتها وحبها وإخلاصها لوطنها.
أخذت المرأة المصرية على عاتقها هذا القرار كأنه تكليف من الأب والأخ والرئيس، وبدأت في إعداد نفسها لهذه المنحة الإلهية التي جاءت لها في الوقت المناسب.
فمنهن المرأة العاملة النشيطة، ومنهن أستاذة الجامعة، ومنهن الطبيبة والمهندسة والمدرسة والكاتبة والصحفية..الخ.
ورأيت وسمعت بحكم عملي نماذج مشرفة وكوادر محترمة وجميعهن في منتهى الحماس والاستعداد والتأهب.
لكن، واأسفاه، فما حدث ويحدث الآن من حرب شرسة أضرمت نيرانها أمام كل سيدة أعتبره سفكا لأحلام وطموحات المرأة المصرية.
نعم، أصبحت “الملايين” في “بورصة” القوائم الحزبية هي المعيار في الاختيار والمعول عليه لدى الجميع!
الملايين هي التي تتكلم وتفرض قرارها.. والمرأة المصريه تبتعد، أو تُبعد قسرا.
أصبح المقياس في اختيار أي مرشح لعضوية مجلس النواب ليس النزاهة والإخلاص والأمانة وإنما ما يملكه من مال يستطيع العبور به إلى البهو الفرعوني وقبة المجلس ومِن ثمَّ مصالحه الشخصية أولا وأخيرا!
والناس يتساءلون: لماذا يدفعون كل هذه الملايين؟ ويجيبون: لابد أن وراءها شبهة/ جريمة ما أو تحايل على قانون أو غسيل أموال!
لا أعتقد أن المرأة المصرية التي تريد أن تكون منبرا وخادمة لأبناء دائرتها ممن التقيت بهن سواء كن طبيبات أو أعضاء هيئة تدريس بالجامعات أو سيدات أعمال محترمات، لديهن ما يدفعهن لشراء حصانة برلمانية؛ ففضلا عن كون ذلك جريمة سياسية/ أخلاقية، فإن ذمتهن المالية بعيدة عن الشبهات.
إنهن لا يملكن سوى الصدق والنزاهة وخدمة المواطنين بقدر الاستطاعة ويستعذن بالله من الكذب والزور وشهادة الزور والاستغلال والجشع والمتاجرة بآلام الناس.
كنا نعتقد أننا في عصر التنوير وأن مصر اقتربت من حلم “المدينة الفاضلة”؛ فإذا بنا نفق على صخب “الملايين تتكلم”!
استيقظنا على أن الملايين هي عنصر الاختيار للمرأة في قوائم معظم الأحزاب السياسية في مصر.
وأقول “الملايين” وليس المال أو الفلوس، لأنني سمعت بأذني وشاهدت بعيني، ما كانت بعض الأحزاب تطلبه من المرشحات بأرقام خيالية أقلها ٢ مليون جنيه، حتى تتكرم وتضع اسمها في قائمتها المصونة! وسألتهم بكل براءة: لماذا تطلبون كل هذه الملايين؟
أجابوني بكل شذر: هذه الملايين ما هي إلا “تبرع” يوضع في أرصدة الحزب بالبنوك.
فهل بهذه “النخاسة” المعاصرة تدخل المرأة المصرية البرلمان؟
الخلاصة: على المرأة المصرية أن تتوجه بشكواها إلى الله العزيز المنتقم ثم إلى رئيسها عبد الفتاح السيسي الأب والزعيم المحب المخلص لهذا الوطن، الذي يؤمن بقدرتها وكفاءتها، تعلنه بعجزها عن تحقيق الحلم في خدمه الوطن والشعب.
اللهم هل بلغت،، اللهم اشهد.