متابعة : إيمان عوني مقلد
باريس – الوكالات: حذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فرنسا أمس من أن جهودها لحل الازمة في لبنان قد تضيع سدى إذا لم يتم التعامل على الفور مع مسألة تسلح جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
وقال بومبيو لإذاعة فرانس انتر «الولايات المتحدة اضطلعت بمسؤوليتها وسنمنع إيران من شراء دبابات صينية ونظم دفاع جوي روسية ثم بيع السلاح لحزب الله ونسف جهود الرئيس ماكرون في لبنان».
وأضاف «لا يمكن أن تدع إيران تحصل على المزيد من المال والنفوذ والسلاح وفي الوقت نفسه تحاول فصل حزب الله عن الكوارث التي تسبب فيها بلبنان».
وقاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جهودا دولية لوضع لبنان على مسار جديد بعد أن دفعته عقود من الحكم المشوب بالفساد إلى أسوأ أزمة يشهدها منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990.
لكن مبادرته تواجه انتكاسة مع اقتراب ساسة لبنان المنقسمين من تفويت موعد نهائي أمس الثلاثاء لتشكيل حكومة جديدة تبدأ في تنفيذ إصلاحات. وكان قد تم الاتفاق مع ماكرون على هذا الموعد النهائي.
وقال ماكرون في الأول من سبتمبر خلال زيارة للبنان بعد شهر من انفجار مدمر في مرفأ بيروت ان الساسة اللبنانيين اتفقوا على تشكيل حكومة جديدة بحلول 15 سبتمبر وهو موعد طموح نظرا إلى أن هذه العملية عادة ما تستغرق شهورا.
وقال مسؤولون فرنسيون ان الاولوية هي تشكيل حكومة يمكنها تنفيذ إصلاحات على وجه السرعة لكن مسألة تسليح حزب الله ليست ملحة.
وذكرت صحيفة لو فيجارو الفرنسية في أغسطس أن ماكرون اجتمع مع محمد رعد رئيس الكتلة النيابية لجماعة حزب الله وأبلغه أن على الجماعة أن تنأى بنفسها عن إيران وأن تسحب قواتها من سوريا.
ولم تنف الرئاسة الفرنسية عقد الاجتماع وهو الأول بين زعيم فرنسي وعضو في حزب الله.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي «انه سيف ذو حدين بالنسبة لماكرون. فحزب الله جزء من جوهر النظام الحاكم الذي يحتاج لتغيير وأنا لست على ثقة من امكانية التعامل مع الجناح السياسي لحزب الله دون التعامل مع جناحه المسلح».
وقال دبلوماسي فرنسي اخر ان المبادرة الفرنسية كانت دائما تنطوي على مخاطر.
وأضاف «الخطر كان دائما أن تقول لهم يكفي ذلك لكنهم لا يفعلون شيئا. ماذا سيحدث اذن».
واجتمع الرئيس اللبناني ميشال عون امس مع ممثلي كتل برلمانية بشأن تشكيل الحكومة.
وقوبلت خطط رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب لتشكيل الحكومة بمعارضة من قبل العديد من الفصائل الكبيرة وبخاصة حركة أمل التي تريد تعيين وزير المالية الامر الذي يعقد مسعى أديب لتغيير الوزارة بشكل كامل.