بقلم / د. هدى عبد الهادي
عندما ينتصر الشيطان في آخر الزمان
كلمة آخر الزمان تعني فترة طويلة وممتدة – هذه الفترة قد تكون ألفا أو ألفي عام أو أكثر هذا الأمر لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى
والشيطان قد توعد بالانتقام من ذرية آدم عليه السلام
قال تعالي:
” قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتنِ إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا” –
سورة الإسراء: 62 ،
وقال أيضا: ” قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين. إلا عبادك منهم المخلصين ” – الحجر: 39
وقال :” لأقعدن لهم صراطك المستقيم. ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين” – الأعراف: 16
يقول ابن كثير :
إن في هذه الآية الكريمة دلالة واضحة على عظم خطر الشيطان على الإنسان وأنه لا يترك طريقاً ولا باباً في إضلال بني آدم إلا سلكه ودخله فإنه يأتي من جميع الجهات إلا من فوق الإنسان فإنه لا يستطيع أن يحول بينه وبين رحمة الله “
،،
و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ ) – رواه مسلم (2908)
و قَالَ ايضاً:
( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ ،
وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ ، وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ )
رواه البخاري (1036) ومسلم (157)
** وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا أَنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ الْهَرْجَ . قِيلَ : وَمَا الْهَرْجُ ؟
قَال : الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ . قَالُوا : أَكْثَرَ مِمَّا نَقْتُلُ الْآنَ ؟
قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْكُفَّارَ ، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ ، وَيَقْتُلَ أَخَاهُ ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ .
قَالُوا : سُبْحَانَ اللَّهِ ! وَمَعَنَا عُقُولُنَا ؟
قالَ : لَا ، إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكَ الزَّمَانِ ، حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ )
رواه أحمد في ” المسند ” (32/409) ، وصححه الشيخ الألباني (رقم/1682)
،،
و شرح الأمام مسلم يقول:
” والذي يتحصل من هذه الأحاديث أن القتل يكثر في آخر الزمان ، ولا يكون مبرَّرًا معروف الأسباب ، وذلك يمكن أن يقع في الحالات الآتية :
1- في حالات قتال الفتنة التي يشتبه فيها الحق بالباطل ، فلا يظهر للناس وجه الصواب فيها، ويقع القتال بينهم ، فلا يدري حينئذ القاتل فيم قَتَل ، ولا المقتول لماذا قُتِل ، ومعنى : ( لا يدري ) الواردة في الحديث – بناء على هذا الوجه – أنهم لا يعرفون الحق من الباطل في الفتنة التي أدت إلى القتل ، وإلا فهم يعرفون وقوع الفتنة نفسها .
2- وقد يقع مثل هذا القتل أيام الحروب العصبية ، التي يقع فيها القتل بسبب التعصب للقبيلة أو الطائفة ، ويكون المقاتل جاهلا أهوجَ ، إنما شارك في القتال لاستغاثة أهل قبيلته أو طائفته به ، وهو لا يدري عن سبب وقوع القتال شيئا .
3- ويمكن أن يكون في حالة وقوع القتل العشوائي العام ، كالقتل بأسلحة الدمار الشامل ، فيصاب بهذه الأسلحة كثير من الأبرياء ، فلا يعرف المقتول لماذا قتل ، ولا يعرف القاتل لماذا قتل هؤلاء الأبرياء ، فجملة ( لا يدري ) في الحديث على حقيقتها ، فلا القاتل ولا المقتول يعرفان سبب القتل ، لأنه قتل عشوائي .
4- ومنه أيضا : ما يحصل من السفهاء من التحرش بالناس بالقتل لسفاهته وحمقه والتذاذه، فيقتل الآخرين ، فيصدق عليهما الحديث .
5- ومنه أيضاً : أن المعنى ( لا يدري ) أي : الوجه الشرعي في القتل ( لا يدري القاتل فيم قَتل ) أي : المقتول هل يجوز قتله أم لا؟ ، ( ولا المقتول فيم قُتل ) هل بسبب شرعي أو بغيره ، كما كثر النوعان في زماننا ” …………
وقال رسول الله في حديث آخر:
” ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا، وحلق بين أصبعيه السبابة والوسطى فقالت له زينب رضي الله عنها: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟!
قال: نعم إذا كثر الخبث! ” – يعني إذا كثرت المعاصي عم الهلاك ،،
وعلى كلٍّ
فإن إفساد البشرية يكون على يد الشيطان و أتباعه من البشر ( شياطين الإنس )
( الماسونية العالمية الآن )
– والشيطان قد توعد بالانتقام من ذرية آدم عليه السلام
” قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين – إلا عبادك منهم المخلصين “
نسأل الله تعالى الإخلاص و السلامة والعافية ، وأن يحفظنا والمسلمين والعالم اجمعين ،
وفي النهاية نحن نفر من قدر الله إلى قدر الله .