كتب: عبد الرحمن هاشم
سأل سائل يقول: ما حكم مد الهمزة في قولنا آخرَ الفاتحة (آمين)؟
وأجاب فضيلة الشيخ الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قائلا:
أولًا : كلمة «آمين» معناها : اللهم استجب، وهي دعاء غير مستقل بنفسه ؛ لأنه مرتبط بغيره من الدعاء الذي يكون قبل كلمة «آمين» ، وذلك في مواطن متعددة، منها: عقب قراءة سورة الفاتحة ، والتأمين على الدعاء في مواضعه المختلفة كخطبة الجمعة والاستسقاء والقنوت.
ثانيًا : كيفية النطق بها يرجع إلى ضبطها في اللغة العربية، فقد ورد فيها عدة لغات، والمشهور منها: المد والقصر، مع تخفيف حرف الميم فيهما، أي يكون مكسورًا بدون شَدَّة.
ثالثًا : المأثور فيها المد، كما ورد عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْر رضي الله عنه قَالَ: ” سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ : {صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّين} [الفاتحة: 7] ، فَقَالَ : آمِينَ، وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ “. وفي رواية الإمام البيهقي: ” رَفَعَ صَوْتَهُ بِآمِينَ وَطَوَّلَ بِهَا “، ويتحقق المد: بمد الألف والياء حركتين أو أربع أو ست عند الفقهاء، لكن كره الحنابلة الإفراط في المد.
والخلاصة: أن المأثور والمستحب عن النبي صلى الله عليه وسلم الإطالة في النطق بكلمة «آمين»، ويحصل المد بمد الألف – مَدَّ بَدَلٍ – والياء – مَدَّ عارضٍ للسكون – حركتين أو أربع حركات أو ستًّا دون إفراط في المد ، أو تشديد للميم لئلَّا تصير بمعنى «قاصدين» ، ويجوز أيضًا عدم الإطالة ، ولا مجال للاختلاف والتنازع في هذه المسألة اليسيرة.
والله أعلم