كلاكيت ثانى مرة :
المصداقية المفتقدة بالأوقاف وقرآن رب العالمين
بقلم/ الكاتب الصحفي
النائب محمود الشاذلي
مصر العلم والعلماء ، مصر التاريخ والحضاره ، مصر الأزهر الشريف جامع وجامعة ، مصر منارة العلوم الشرعيه ، مصر درة تاج كل العالم الإسلامى ، مصر القيمه التى علمت الأفارقه العلوم الشرعيه عبر بعثاتها بالأزهر ، مصر الشعب الطيب المتدين ، مصر فخر كل المصريين ، مصر الإسلاميه شعبا ، وحكومه ، وأهلا ، ووطنا ، لذا من غير المقبول أو المعقول منع بث القرآن الكريم فى رمضان المعظم عبر ميكوفونات مساجدها ، مهما كانت المبررات ، بل إن ذلك فى تقديرى يمثل خطيئه ، كما أنه مرفوض تماما إعتبار الصلاه فى مساجدها يمثل إجراما يستحق عليه من يسمح بذلك من الأئمه الفصل والتشريد .. لايمكن أن يقنعنى أحدا كائنا من كان أن منع بث القرآن الكريم عبر ميكروفونات مساجدها فى رمضان المعظم أمر واجب وحتمى أو يمثل خطوره داهمه فيما يتعلق بإنتشار فيرس كورونا ، ويتعين لكى أقتنع بتلك الرؤيه البغيضه أن أكون فاقدا للعقل مغيبا عن الوعى .
حسبة لله تعالى وإبتغاء مرضاته ، كان تمسكى برفض تلك القرارات العنتريه والتعليمات الصادمه التى أصدرها وزير الأوقاف مع شديد إحترامى لشخصه الكريم والتى تتحدد فى غلق المساجد فى رمضان الكريم ومنع بث تلاوة القرآن الكريم عبر ميكوفونات المساجد ، والذى ترتب عليه حظر أى مظهر من المظاهر الإسلاميه المستقره عبر أجيال والمصاحبه لشهر رمضان المعظم . وعبرت عن ذلك فى مقالى أول أمس بعنوان ” رمضان المعظم ووزير الأوقاف والقلب الحزين ” .
أمام ضميرى ماكان لى أن أصمت خاصة وأننى إنتظرت طويلا دون أن ألمس تداركا لتلك القرارات وهذه التوجيهات التى صدمت مشاعر كل المسلمين الأمر الذى وجدت معه أنه لابد وأن يكون لى موقف للتاريخ من تلك القرارات التى وجدت أنها كارثيه دينيا ، ومجتمعيا ، وأخلاقيا حتى وإن جاء تبريرا لبعض بنودها فتاوى شرعيه ، حتى وإن كان منطلقها أيضا الحرص على صحة المواطنين كما جاء فى البيان الذى أصدره الوزير بعد موجة الغضب المكتوم الذى رصدته كل الأجهزه .
قولا واحدا جاء البيان الرسمى الأخير لوزارة الأوقاف الذى تضمن تأكيدا بأنه لم يصدر عن الوزارة أي بيان بشأن منع قراءة القرآن في المساجد محاولة لتطييب الخاطر بالنسبه لجموع المسلمين ليس إلا ، ومحاوله لرأب الصدع فى نفوس المسلمين كما أنه لن يصدربذلك أى توجيه رسمى ، فى إشاره إلى أنه لا يمثلها إلا ما ينشر على صفحتها الرسمية ، محذرة من الحملات المشبوهة للجماعات المتطرفة التي تعمل على إثارة الفتنة من خلال بث الشائعات والأكاذيب .. كما أشار البيان إلى حث جميع المسلمين في مصر وفي مشارق الأرض ومغاربها على الاهتمام بقراءة القرآن في الشهر الفضيل .
قولا واحد فى تقديرى هذا البيان لا يتسم بالمصداقيه على الإطلاق ويفتقد للصراحه وينعدم من الشفافيه ، يؤكد ذلك التنبيهات الرسميه التى وجهتها مديريات الأوقاف لأئمتها عبر صفحاتها على الفيس بوك والتى يؤكد مضمونها بوضوح شديد لا لبس فيه صدور هذه التعليمات التى نفتها الوزارة لاحقا فى بيانها للأسف الشديد حيث جاءت وبالنص الصريح ” ينبه علي السادة الفضلاء أئمة المساجد والعاملين بها بعدم تشغيل وإذاعة القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت بالمساجد قبل أن يتوجه إمام المسجد إلي الإدارة وتوقيعه علي الطلب المعد لذلك من قبل الوزارة فالرجاء الإلتزام بذلك حتي لا يتعرض أحد للمسائلة القانونية وعلي من يرغب في التشغيل التوجه باكر الإثنين٤/٢٦للإدارة لتقديم الطلبات حتي يتم تقديمها للمديرية الثلاثاء٤/٢٧ لاعتمادها من السيد وكيل الوزارة وذلك بناء علي التعليمات الواردة ” .
تأكيدا لذلك قامت مديريات الأوقاف بالمحافظات أمس الإثنين بتوزيع نموذجا للطلب المراد تقديمه من إمام المسجد إلى مدير مديرية الأوقاف التابع لها اليوم الثلاثاء ويتضمن وبالنص ” أرجو من فضيلتكم التكرم بالسماح لى بتشغيل قرآن الفجر والمغرب مع الإلتزام بتعليمات الوزاره وأكون مسئولا مسئوليه كامله عن أى تجاوزات خلاف ذلك مع غلق وفتح المسجد فى الموعد المحدد فقط وهذا إقرار منى بذلك ” ، تتجلى المهزله عندما تتنصل الوزارة من تلك التعليمات الرسميه أو حتى إخفائها وتلصقها بالجماعات المتطرفه الوحشه بنت الـ ……. الإيه التى تبث الإشاعات !! .
أرى أن إستخدام البيان الرسمى لوزارة الأوقاف ذريعة التحذير من الحملات المشبوهة للجماعات المتطرفة التي تعمل على إثارة الفتنة من خلال بث الشائعات والأكاذيب نوعا من الهزل بحق ، كما ذكرتنى تلك العباره التى باتت مستهجنه لأنها تستخف بالعقول ، بما كان يفعله الأغلبيه البرلمانيه للحزب الوطنى الحاكم عندما كنا نضيق الخناق على الحكومه فى أى أمر معروض للنقاش عندما كنت عضوا بمجلس الشعب عن المعارضه الوفديه حيث كان يتم إستخدام اللائحه فى هذا الصدد وكله بالقانون والتى كانت تسمح بطرح اقتراح يقدمه عشرون عضوا بغلق باب النقاش والإنتقال لجدول الأعمال فيعلن الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب بورود اقتراح مقدم من عشرين عضوا بغلق باب النقاش والانتقال لجدول الأعمال ويأخذ موافقه الأغلبيه على الفور حتى أننا كنواب المعارضه الوفديه فى القلب الزميل النائب محمد عبدالعليم داود وكيل مجلس الشعب طالبنا مرارا وتكرارا من رئيس مجلس الشعب بالكشف عن أسماء العشرين عضوا ، وطبعا لم يتم الكشف عن أسمائهم حتى اليوم لأنهم ماهم إلا وهم .
بوضوح .. اليوم لا أطلب من وزير الاوقاف الكشف عن الحملات المشبوهة للجماعات المتطرفة التي تعمل على إثارة الفتنة من خلال بث الشائعات والأكاذيب كما أعلن بل أطالبه ليس كنائب أو كاتب صحفى جعلته أقدميته من جيل الرواد كما يشغل موقعا رفيعا بالصحافه المصريه القوميه بل كمواطن مصرى يعشق هذا الوطن الغالى بالتقدم ببلاغ رسمى ضدهم طالما يعرفهم ويمتلك الدليل عليهم حتى نطهر المجتمع منهم ، ونقيه من شرورهم وإن لم يفعل يكون مقصرا .
خلاصة القول .. كان يمكن للوزارة ولشخص الوزير الذى لاشك محل إحترام على المستوى الشخصى حتى وإن كنت أختلف مع سياساته وبيان الوزراة التي يتولى شأنها جملة وتفصيلا أن يجد بيانهم تقديرا على المستوى الشخصى أكثر من ذلك بكثير لو اتسم بالمصداقية ولم يحتو على عبث بالمفاهيم ، والتفاف على ما رصد بالواقع وما تضمنته تعليمات مديريات الأوقاف للأئمه والتى جاءت كاشفه للعوار الذى تضمنه بيان الوزاره . كنت أتمنى أن يكون لدى الوزير ثقافة الإعتذار والذى كان يمكن له به أن ينال تعميقا للثقة مع جموع المصريين .
لاأقول بذلك إنطلاقا من عاطفه أو دون بينه بل إنطلاقا من تخصصى الصحفى السابق كمحرر متخصص فى الشئون الدينيه ورئيسا للقسم الدينى بالوفد لسنوات طويله وصداقتى ومعايشتى لكبار العلماء الإمام الشيخ الشعراوى ، والشيخ جاد الحق على جاد الحق ، ود .أحمد الطيب ، والشيخ محمد الغزالى ، ود. إسماعيل الدفتار ، ود الطيب النجار ، ود .محمد سيد طنطاوى ، ود. أحمد الطيب ، ود. عبدالفتاح الشيخ ، ود. مصطفى غلوش ، ود .الأحمدى أبوالنور ، ود . محمد على محجوب ، ود. محمود زقزوق ، على أية حال الحمد لله على تلك الخطوه للخلف حتى ولو ببطىء شديد وعلى استحياء وأتمنى أن يعقبها خطوات واضحه وصريحه وأكثر جرأه من وزير الأوقاف .