متابعة: إيمان عوني مقلد
الدوحة – (أ ف ب): اجتمع وزير الخارجية الأمريكي ومفاوضو الحكومة الأفغانية أمس الجمعة في الدوحة عشية انطلاق محادثات مع حركة طالبان ترمي إلى إنهاء ما يقرب من عقدين من الحرب، رغم الآمال الضئيلة بشأن عقد اتفاق سلام قريبا. وسيلتقي العدوان اللدودان، الحكومة الأفغانية وطالبان، في العاصمة القطرية اعتبارا من اليوم السبت، بتأخر ستة أشهر من الموعد الذي كان مقررا بسبب الخلافات حول مسألة تبادل سجناء.
وتمثل هذه المحادثات التي تدعمها الولايات المتحدة خطوة مهمة في النزاع الأفغاني المستمر منذ 19 عاما، لكن التوصل إلى اتفاق سلام أو حتى وقف لإطلاق النار، بعيد المنال بسبب التباين الشديد بين أهداف المفاوضين. وقال بومبيو الذي وصل إلى الدوحة أمس الجمعة في بيان إنّ «انطلاق هذه المباحثات يشكّل فرصة تاريخية لأفغانستان لإنهاء أربعة عقود من الحرب وسفك الدماء»، مؤكدا «يجب عدم إهدار هذه الفرصة».
وصرّح بومبيو للصحفيين أثناء سفره إلى قطر بأنه يجب على الجانبين توضيح «طريقة دفع بلادهم إلى الأمام للحد من العنف وتقديم ما يطالب به الشعب الأفغاني، أفغانستان متصالحة مع حكومة تعكس دولة ليست في حالة حرب».
وضغط الرئيس دونالد ترامب المرشح لولاية ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر، باتجاه سحب القوات الأمريكية وإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة بدأت قبل ما يقرب من 20 عاما عندما غزت واشنطن أفغانستان وأطاحت بحركة طالبان عقب هجمات 11 سبتمبر. وقالت فاندا فيلباب-براون الخبيرة في شؤون أفغانستان في معهد «بروكينغز»، إن المفاوضات «ستكون طويلة وشاقة وقد تستمر سنوات، مع العديد من التوقفات أحيانا لأشهر عدة واستمرار القتال».
وسيستند أي اتفاق إلى استعداد الجانبين لتكييف رؤيتيهما للبلاد وطريقة تشارك السلطة. وستسعى حركة طالبان التي ترفض الاعتراف بحكومة الرئيس أشرف غني، إلى تحويل أفغانستان إلى «إمارة» إسلامية. أما إدارة غني فستسعى للحفاظ على الوضع الراهن المدعوم من الغرب لجمهورية دستورية كرست العديد من الحقوق ومزيدا من الحريات للمرأة.
وحتى الآن اكتفت حركة طالبان بتقديم تعهدات ملتبسة لحماية حقوق المرأة من خلال «القيم الإسلامية». ويخشى العديد من الأفغان من أن أي عودة جزئية أو كاملة لطالبان إلى السلطة تنذر باستئناف السياسات السابقة مثل إعدام النساء المتهمات بالزنا. وقال أمين الله (35 عاما) وهو مدرّس في مقاطعة قندوز «بقدر ما نريد السلام، نريد أيضا الحفاظ على الإنجازات التي تحققت في السنوات الماضية». وأضاف «لا أريد أن تغلق المدرسة التي أعمل فيها، لكن السلام هو الأولوية الآن».
ستكون حركة طالبان التي حكمت الجزء الأكبر من أفغانستان بين عامَي 1996 و2001، في موقف تفاوضي أقوى من أي وقت مضى منذ إخراجها من الحكم. فهي أعلنت «الانتصار» في فبراير بعد توقيع اتفاق مع واشنطن وضع جدولا زمنيا للمحادثات التي كان من المفترض أن تبدأ في مارس إضافة إلى انسحاب القوات الأجنبية بحلول مطلع العام المقبل. في المقابل، عرضت حركة طالبان ضمانات أمنية قال منتقدوها إنها ملتبسة ويمكن الرجوع عنها بسهولة.