الإعجاز العلمي والعددي في القرآن الكريم (ثالثًا)
بقلم/ د. محمد العربي
القصص في القرآن ثلاثة أنواع:
النوع الأول: قصص الأنبياء، وقد تضمن دعوتهم الى قومهم، والمعجزات التى أيدهم الله بها، وموقف المعاندين منهم، ومراحل الدعوة وتطورها وعاقبة المؤمنين والمكذبين، كقصص نوح، وإبراهيم وموسى وهارون وعيسى ومحمد وغيرهم من الأنبياء والمرسلين عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام.
النوع الثاني: قصص قرآني يتعلق بحوادث غابرة وأشخاص لم تثبت نبوتهم كقصة الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت. وطالوت وجالوت وابنى أدم وأهل الكهف وذي القرنين وقارون وأصحاب السبت ومريم وأصحاب الأخدود وأصحاب الفيل ونحوهم.
النوع الثالث: قصص يتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كغزوة بدر وأحد فى سورة أل عمران وغزوة حنين وتبوك في التوبة وغزوة الأحزاب في سورة الأحزاب والهجرة والإسراء ونحو ذلك.
القصة القرآنية من دلائل النبوة
لقد كان إيراد القصص في القرآن المكي بكثرة من أبلغ الأدلة على القرآن كان وحياً من الله تعالى، فلو تأخر إيراده إلى العهد المدني، لقال الكفار: تعلمه محمد صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب.. ولكان لقولهم هذا مبرر على نحو ما؛ لأن أهل الكتاب كانوا على علم ما بقصص الأنبياء وأخبار الأمم. ولقد قال المشركون في مكة: إنما يعلمه بشر، وادعو أنه يخلو إلى غلام رومي، ويتلقى عنه القرآن، ولم يكن لقولهم هذا شاهد من العقل، ولا من الواقع.
قال تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وهذا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ) النحل: 103
فلو قالو عن القرآن المدني: تعلمه محمد من اليهود حين جاورهم، واتصل بهم، قيل لهم: ومن الذى علمه القران الذى نزل عليه بمكة متضمنا من أخبار الأولين والأخرين ما لا يعلمه اليهود ولا غيرهم.