كتبت: إيمان عوني مقلد
أمبالا – (أ ف ب): أجرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أمس الخميس زيارة خاطفة للهند للترويج للصناعات العسكرية الفرنسية في مرحلة من التوتر الشديد بين نيودلهي والصين. وارتدت الزيارة طابعا دبلوماسيا واستراتيجيا وتجاريا وبلغت ذروتها مع مراسم تسليم خمس طائرات مقاتلة فرنسية من طراز «رافال» سلمت في مطلع الصيف في إطار طلبية ضمت 36 طائرة في المجموع.
وقالت الوزيرة في قاعدة أمبالا الجوية في أقصى شمال الهند عند حدود باكستان والصين: «نخط اليوم فصلا جديدا في علاقات الدفاع بين الهند وفرنسا». وهذه ثالث زيارة لبارلي للهند التي ستنضم إلى مجلس الأمن الدولي في 2021. وقال وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ إن تسلم سلاح الجو الهندي طائرات رافال «يشكل محطة مهمة جدا».
ويقيم العملاق الآسيوي الجنوبي والزبون الأول لفرنسا منذ عشر سنوات مع طلبيات تفوق قيمتها 13 مليار دولار علاقات متوترة مع جارتيه باكستان والصين. وأحدثت الهند تقاربا في السنوات الأخيرة مع أستراليا والولايات المتحدة لمواجهة التوسع الصيني.
وتتواجه الهند والصين في نزاعات حدودية قديمة أججتها في منتصف يونيو مواجهة عسكرية نادرة الحصول في لادخ في شمال الهند على ارتفاع أربعة آلاف متر، وأدت المواجهة إلى عدد مجهول من الضحايا في الجانب الصيني و20 قتيلا في صفوف القوات الهندية. وتبادلت الدولتان يوم الثلاثاء مسؤولية تبادل إطلاق النار.
وقال مكتب الوزيرة الفرنسية: «نتوقع أن يتطرق محاورونا إلى هذه المسألة وإلى موضوع باكستان وأفغانستان». ورأى مانوج جوشي الخبير في «اوبزرفر ريسيرتش فاونديشن» في نيودلهي أن طائرات رافال لن تكون حاسمة في مواجهة العملاق الصيني، «بل لها مغزى سياسي؛ فهي سترفع معنويات قوات الدفاع في البلاد»، مشددا على تأييد الرأي العام لهذا العقد.
أما على الصعيد الفرنسي فإن الرهان هو صناعي وتجاري خصوصا. والتقت بارلي نظيرها الهندي وكذلك اجيت دوفال مستشار الأمن القوي النافذ جدا والمثير للجدل؛ فهو نشر عندما كان مسؤولا عن منطقة كشمير عشرات آلاف الجنود الإضافيين في فبراير 2019، وهو يتولى الملف الصيني ويشكل تاليا المحاور المثالي للتطرق إلى مسائل التسلح والاستقلال الاستراتيجي الهندي.
وباشرت الهند خطة واسعة لتحديث تجهيزاتها العسكرية التي يعود بعضها إلى الحقبة السوفيتية تبلغ قيمتها 130 مليار دولار. وهي بحاجة إلى طائرات وغواصات وسفن حربية وأسلحة وطائرات مسيرة. وسبق أن اشترت مروحيات من الولايات المتحدة ونظام الدفاع الجوي الروسي «أس-400».
وتنوي فرنسا المساهمة في الخطة الهندية وتوقيع عقود أخرى مع عدم توقع أي إعلان خلال هذه الزيارة. وتأمل شركة «داسو» الفرنسية الفوز باستدراجات عروض لبيع 110 طائرات رافال لسلاح الجو الهندي و57 أخرى للبحرية. وترتدي هذه العقود المحتملة أهمية كبيرة وخصوصا أن طائرات «رافال» تفتقر إلى الطلبيات بين عامي 2024 و2027.