كتبت: دنيا علي
توفيت في مصر أمس الأربعاء السيدة المصرية “آمنة دهشان” التي توصف بأنها من الفدائيات بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 95 عامًا. “آمنة دهشان” هي أول سيدة مصرية تحمل السلاح في وجه الاحتلال البريطاني بمدينة الإسماعيلية بمصر في إطار المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، وقد كشف العديد من الأشخاص المنتمين لعائلة دهشان عبر حساباتهم في موقع الفيسبوك عن وفاة الفدائية المصرية، بينما حرص العديد من المنتمين لعائلات مجاورة في مدينة الإسماعيلية على تقديم النعي والمواساة لأسرة وعائلة “آمنة دهشان”، بحسب موقع “إرم نيوز”.
وتعد الفدائية “آمنة دهشان” شخصية نسائية تاريخية مهمة في تاريخ الإسماعيلية، حيث تعد أول امرأة تحمل السلاح من بين نساء هذه المحافظة، وشاركت في أحداث المقاومة منذ عام 1951م حتى حرب أكتوبر وأحداث الثغرة، وتنتمي “آمنة دهشان” إلى عائلة أبو دهشان التي ترجع أصولها إلى قبيلة مزينة، وجدهم يسمى “دهشان” من النصيرات التي هي من الشذاذنة من أولاد علوان، ويتمركزون في الإسماعيلية بقرية نفيشة والسبع آبار والمنايف وغيرها، واستطاعت “آمنة” أن تمارس العمل الشعبي والسياسي.
وُلِدت الحاجة “آمنة دهشان” في 16 نوفمبر 1925م، إذ تُعد أول سيدة بمحافظة الإسماعيلية تحمل رخصة سلاح؛ وهي الرخصة التي استخرجتها للدفاع عن النفس وعن ممتلكاتها من الأراضي والمواشي وغيرها، وكانت تساعد في نقل السلاح إلى رجال المقاومة خلال فترة وجود القوات البريطانية بالإسماعيلية، وأمام نقاط التفتيش القوية التي اقترنت بتشديد التفتيش على طرق المواصلات، وكانت تخفي السلاح داخل عربة الخضار وداخل ملابسها، وساعدت الفدائية الراحلة الفدائيين في اختطاف الجنود البريطانيين وقتلهم، وكانت معها الفدائية “أم رضوان”، كما انضمت لبعض المجموعات الفدائية الأخرى التي تم تشكيلها وتنظيمها بعد أحداث 16 أكتوبر 1951م، وكانت تقوم بإخفاء أسلحة الجنود الإنجليز في ملابسها، وساعدت في إخفاء الفدائيين داخل المزارع التي يمتلكها والدها الحاج “محمد منصور دهشان”. رفضت “آمنة دهشان” التهجير بعد العدوان الغاشم على مصر عام 1967م، واستقبلت الجنود العائدين من الجبهة في حرب 5 يونيو 1967م، وكانت تساعد رجال القوات المسلحة أثناء فترة الثغرة.