واشنطن – وكالات أنباء :
علم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن فيروس كورونا أكثر فتكاً من الإنفلونزا، قبل أن يضرب الفيروس الولايات المتحدة، ولكنه أراد التهوين من شأن الأزمة، وفقاً لكتاب جديد.
وأجرى بوب وودورد، وهو الصحفي الذي كشف فضيحة ووترغيت، 18 مقابلة مع ترامب من ديسمبر/كانون الأول 2019 إلى يوليو 2020.
ووفقا لما جاء في الكتاب الجديد، أخبر ترامب الصحفي وودورد أنّ الفيروس “قاتل”حتى قبل تسجيل أول حالة في الولايات المتحدة.
وبرر ترامب ما جاء في الكتاب قائلا إنه “أراد تجنب التسبب في ذعر لدى الأمريكيين”.
وسبق أن وصف ترامب الكتاب بأنه “ملفق”. وغرّد ترامب في أغسطس قائلاً: “كتاب بوب وودورد سيكون ملفقاً، كما هو الحال دائماً، مع كتب أخرى”.
ووصف ترامب الصحفي بـ”المدعي الذي ليس لديه أي شيء جيّد ليقوله”.
ونشرت بعض وسائل الإعلام الأمريكية، الأربعاء، أجزاء من المقابلات التي جرت بين ترامب ووودورد، كاشفة عن تصريحاته حول الوباء والعرق وقضايا أخرى.
وفي ما يلي أبرز ما جاء في كتاب “الغضب” Rage، الذي سيصدر في 15 سبتمبر الجاري
عن الفيروس
في مقابلات مع وودورد، أشار ترامب إلى أنه كان يعرف بمدى خطورة المرض ولكنه لم يكشف عن ذلك علنا.
ووفقاً لشريط المكالمة، أخبر ترامب وودورد في فبراير أنّ “فيروس كورونا أكثر فتكاً من الإنفلونزا”.
وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، قال ترامب أنّ الفيروس أصبح “تحت السيطرة إلى حد كبير”، وأنّ عدد الحالات سيقترب من الصفر قريباً. كما ألمح إلى أنّ الإنفلونزا أكثر خطورة من كوفيد-19.
وفي حديثه في الكابيتول هيل في 10 مارس، قال ترامب: “فقط ابقوا هادئين. وسوف يختفي (الفيروس)”.
وبعد تسعة أيام، وبعد أيام من إعلان البيت الأبيض حالة طوارئ وطنية بسبب الوباء، قال ترامب لوودورد: “أردت دائماً التقليل من شأنه. ما زلت أحب التقليل من شأنه، لأنني لا أريد أن أخلق حالة من الذعر”.
ورداً على أسئلة الصحفيين بشأن الكتاب يوم الأربعاء، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إنّ الرئيس “لم يقلل من شأن الفيروس”. وأضافت “الرئيس ظل هادئاً. وتعامل مع الأمر بكل جدية”.
وعندما سُئلت عن سبب إخبار ترامب لوودورد – ولكن ليس الشعب الأمريكي – بأنّ الفيروس قاتل، قالت المتحدثة إنّ ترامب قال الرأي نفسه في مؤتمراته الصحفية، لكنه “أراد بث جو من الهدوء”.
وأضافت “لقد كان دائماً صريحاً وكان دائماً يتبع نصيحة خبرائه الطبيين”، مضيفة أنّ ترامب أقرّ بأنّ الفيروس يمكن أن يقتل ما يصل إلى 200 ألف شخص.
عن السباق الرئاسي
عندما أثار وودورد قضية احتجاجات حياة السود مهمة في محادثة مع ترامب في 19 يونيو اعتبر أنّ الأشخاص “البيض ذوي الامتيازات”، مثله ومثل ترامب، يجب أن يفعلوا أكثر لفهم شعور الأمريكيين السود.
فردّ عليه ترامب قائلاً: “لقد شربت حقاً الكولايد، أليس كذلك؟”. وأضاف: “استمع إلى نفسك”.
واندلعت الاحتجاجات على مستوى البلاد ضد وحشية الشرطة والعنصرية بعد وفاة جورج فلويد في مايو/أيار.
وكرّر ترامب الإيحاء بأنه قد عمل لصالح الأمريكيين من أصل أفريقي أكثر من أي رئيس باستثناء أبراهام لنكولن، الذي ألغى العبودية.
وفي وقت لاحق، في 8 يوليو/تموز، كرّر ترامب مجدداً أنه “قدم قدراً هائلاً من أجل مجتمع السود” لكنه “لا يشعر بأي حب (في المقابل)”.
كما استشهدت صحيفة واشنطن بوست بمقابلة سأل فيها وودورد الرئيس، عمّا إذا كانت أمريكا لديها عنصرية منهجية.
وقال ترامب إنه بينما توجد هذه المشكلات في كلّ مكان، “أعتقد أنه ربما يكون هنا أقل من معظم الأماكن، أو هنا أقل من أماكن كثيرة”.
كما أقرّ الرئيس بأنّ العنصرية تؤثر على حياة الناس في الولايات المتحدة، قائلاً “إنه أمر مؤسف”.
عن كوريا الشمالية
يستشهد كتاب وودورد أيضاً بعشرات الرسائل بين ترامب وكيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية.
وبحسب ما ورد، أشار كيم في الرسائل المليئة باللغة المنمقة إلى ترامب بـ “صاحب السعادة” وأشار إلى أنّ “صداقتهما العميقة والخاصة ستعمل كقوّة سحرية”.
عن الرؤساء الآخرين
أخبر ترامب وودوارد أنّه شعر أنّ سلفه باراك أوباما “مبالغ في تقديره”.
وبحسب ما ورد، قال ترامب: “لا أعتقد أنّ أوباما ذكي”. وأضاف: “ولا أعتقد أنه متحدث لبق”.
ووفقاً لشبكة سي إن إن، أخبر ترامب وودوارد أنه جعل الرئيس جورج دبليو بوش “يبدو وكأنه معتوه غبي، وهو كذلك في حقيقة الأمر”.