سأل سائل يقول: متى يصبح الطلاق نعمة؟ وأجاب فضيلة الشيخ رضا نصر الدين من علماء وزارة الأوقاف قائلا: المسلم مطالب بأن يحسن اختيار زوجته التي هى أم أولاده على أساس ديني، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس”، ويقول صلى الله عليه وسلم: “عليك بذات الدين تربت يداك”، ويقول صلى الله عليه وسلم: “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”، ويقول الحق تبارك وتعالى: “وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله”، فإذا تم الزواج كان المعروف هو أساس المعاملة بنص الآية الكريمة: “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان”.
وإذا انتهت العلاقة الزوجية إلى ثمرتها الطبيعية، فعلى الطرفين معا الزوج والزوجة أن يقوما بواجبهما نحو رعاية الأولاد؛ بداية من حسن اختيار الاسم المناسب للطفل، وانتهاءً بإعداده الكامل لمواجهة الحياة بكفاءة واقتدار، مما يؤكد أن المنظور الإسلامى يقنن هذه العلاقة تقنينًا عادلا غايته استقرار الحياة الأسرية وحمايتها مما يفسد غايتها أو يحرمها من أسباب السعادة.
إباحة الطلاق
هنا قد يثار موضوع إباحة الطلاق، وكونه بيد الرجل وحده. نقول إن الطلاق نعمة وميزة يمتاز بها الإسلام على غيره لأنه حين تستحيل العشرة وتفقد الحياة الزوجية معناها فأي الأمرين أفضل؟ أن ينحرف كل من الطرفين ليبحث عن سعادته في ظل العشيق أو العشيقة؟ أم أن ينفصل كل منهما ليجد من تكون معه أهنأ وأسعد؟ والطلاق هنا قد يكون واجبًا، وعلى القاضي في هذه الحالة أن يحكم به إذا ثبت أن أحد الطرفين يضر بالآخر ضررًا لا يجوز استمراره، فإذا قيل إن الطلاق بيد الرجل وحده، فالجواب أن هناك مراحل حددها القرآن الكريم، وهي الإصلاح والتحكيم الذي يتولاه أفراد الأسرة والعائلة من الطرفين كما في الآية الكريمة: “وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما”. ومعروف أن الإسلام يعتبر أن الطلاق هو أبغض الحلال إلى الله، لكن إذا لم يكن هناك حل غيره فلا مناص من إباحته، والله أعلم.