كتبت: إيمان عوني مقلد
القيام بأعمال طيبة ومساعد الآخرين يمكن أن يكون جيدا لصحة الإنسان وسعادته. ولكن ليس كل السلوكيات الطيبة مفيدة لصاحبها. فالأمر هنا يتوقف على الكثير من العوامل، بما في ذلك نوع العمل الطيب وتعريف السعادة وسن صاحب العمل الطيب وجنسه وعوامل أخرى ديموغرافية.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي براينت هوي، وهو باحث مساعد في جامعة هونج كونج: «السلوك الاجتماعي الإيجابي – مثل الإيثار والتعاون والثقة والتعاطف- كلها مكونات ضرورية لمجتمع منسجم وصحي»، بحسب ما نشرته الرابطة الأمريكية لعلم النفس. وأضاف: «إنها جزء من الثقافة المشتركة للإنسانية، ويظهر تحليلنا أنها تسهم أيضا في سلامة الصحة النفسية البدنية».
قام هوي وزملاؤه بتحليل 201 دراسة مستقلة فحصت الصلة بين السلوك الاجتماعي الإيجابي والسعادة. ووجدوا بشكل عام أن هناك صلة بسيطة بين الاثنين. رغم أن حجم التأثير كان صغيرا، فهو لا يزال مؤثرا، بحسب هوي، بالوضع في الاعتبار عدد الأشخاص الذين يقومون بأعمال طيبة يوميا، بحسب الدراسة التي نشرت في دورية سيكولوجيكال بولتين.
ووجد هوي وزملاؤه أن الأعمال الطيبة مثل مساعدة جار مسن في حمل البقالة كانت مرتبطة بجلب السعادة العامة أكثر من السلوك الاجتماعي الإيجابي مثل التطوع في جمعية خيرية.
قد يرجع ذلك إلى أن المساعدة غير الرسمية هي أمر عفوي وقد تؤدي بسهولة أكبر إلى تكوين روابط اجتماعية، وفقا لهوي. وقال إن العطاء غير الرسمي هو أيضا أكثر تنوعا وأقل احتمالا أن يصبح مملا أو رتيبا.
وقال هوي إن التأثيرات اختلفت وفقا للعمر، فأصحاب الأعمال الطيبة الأصغر سنا تحدثوا عن مستويات أعلى من السعادة العامة والسعادة النفسية، بينما تحدث الأكبر سنا عن مستويات أعلى من الصحة البدنية.
وأظهرت النساء علاقات أقوى بين السلوك الاجتماعي الإيجابي والعديد من مقاييس السعادة مقارنة بالرجال، ربما لأنه من المتوقع أن تكون النساء نمطيا أكثر اعتناء وعطاء، وبالتالي تستمد إحساسا أقوى بالمشاعر الجيدة للتصرف وفقا لتلك الأعراف الاجتماعية، بحسب الدراسة.