إيمان عوني مقلد
– (أ ف ب): وصل نحو 300 مهاجر من الروهينجا إلى إندونيسيا صباح أمس الاثنين أفادوا أنهم كانوا عالقين في البحر سبعة أشهر، بحسب مسؤولين في الأمم المتحدة، في أكبر مجموعة من أفراد الأقلية المسلمة تصل إلى أحد البلدان دفعة واحدة. وعثر سكان محليون على المهاجرين، بينهم أكثر من 12 طفلا، على قارب خشب في عرض البحر قرب مدينة لوكسوماوي على الساحل الشمالي لسومطرة، على ما أفاد مسؤولون.
وأوضحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّه يعتقد أنّ نحو 30 لاجئا لقوا مصرعهم في البحر، مشيرة إلى أنّهم جزء من مجموعة غادرت مخيم كوكس بازار في بنجلاديش المجاورة لبورما في فبراير الفائت. ويعيش نحو مليون من الروهينجا في مخيمات مكتظة في بنجلاديش، حيث يدير المهربون عمليات مربحة للغاية تعدهم بملاذ آمن في الخارج.
وتعد ماليزيا وإندونيسيا ذات الأغلبية المسلمة واجهة مفضلة للاجئي الأقلية المسلمة المضطهدة التي تعرضت لحملة عسكرية دامية قبل ثلاث سنوات في بورما دفعت مئات الآلاف للفرار. وقالت المفوضية نقلاً عن روايات ناجين «بعدما امضوا نحو سبعة أشهر في البحر في ظروف بائسة، هناك عدد غير معروف (من اللاجئين) بحاجة إلى رعاية طبية». وتابعت «يقدر أن أكثر من 30 شخصا لقوا حتفهم في الطريق».
وأشارت كريس ليوا، مديرة مشروع اراكان وهي مؤسسة غير حكومية تعنى بأزمة الروهينجا، إلى أنّ المهاجرين قد يكون تم احتجازهم في البحر فيما كان المهربون يبتزون عائلاتهم لدفع أموال.
وأوضحت «في الواقع هؤلاء الناس تم احتجازهم كرهائن». وتابعت نقلا عن شهادات المهاجرين أنّ المهربين أبلغوهم «أنهم لن يسمحوا بوصول القارب إلى الشاطئ حتى يدفعوا» أموالا. لكنّها أقرت «لا نعرف حقا القصة الكاملة بعد».
وأفاد قائد الجيش في المنطقة بأنّ شخصا واحدا على الأقل من المجموعة، المؤلفة من مائة ورجلين و181 امرأة و14 طفلا، كان مريضا وتم نقله سريعا إلى مستشفى محليّ لتلقي العلاج. وأظهرت صور من لوكسوماوي مهاجرين يجلسون أرضا في مبنى عشوائي مع مقتنياتهم القليلة.
وتبرع السكان المحليون لهم بالطعام والملابس. وقالت عائشة التي تسكن المنطقة «نحن قلقون على حالتهم». وتابعت أنهم «يحتاجون إلى المساعدة باسم الإنسانية.. هم بشر مثلنا».
ودعت منظمة العفو الدولية إندونيسيا إلى منح المهاجرين ملاذا آمنا. وقال المدير التنفيذي لمنظمة العفو في إندونيسيا عثمان أحمد «لا يزال اللاجئون الروهينجا على استعداد للمخاطرة بكل شيء بحثا عن الأمان». وتابع «تظهر شهاداتهم مجددا مدى خطورة رحلات القوارب هذه». يُنظر إلى الروهينجا المضطهدين منذ فترة طويلة على أنهم مهاجرون غير شرعيين في بورما التي ترفض منحهم جنسيتها، ما يجعلهم غير قادرين على السفر بحرية.
وأجبرت العمليات العسكرية في عام 2017 حوالي 750 ألفًا من المسلمين الروهينجا على الفرار من ولاية راخين التي مزقتها النزاعات إلى بنجلاديش. وتواجه بورما الآن اتهامات بارتكاب إبادة بحق هؤلاء أمام المحكمة الجنائية الدولية.