رمضان المعظم ووزير الأوقاف والقلب الحزين
بقلم الكاتب الصحفي/
النائب محمود الشاذلي
لم نكن فى حاجه للعوده لرب العالمين سلوكا وعبادات مثل اليوم الذى لم يعد فيه أحدا فى مأمن من أن يطاله وباء فيرس الكورونا مهما كانت درجة الحرص أو الحصون المشيده ، ولعل أبرز دليل على ذلك أنه وصل لولى عهد بريطانيا ، ورئيس وزراء بريطانيا ، بل ووزير الصحه ، فإذا لم ننتبه من غفلتنا اليوم رغم هذا الزلزال الذى ضرب كل ربوع الدنيا فمتى ننتبه ، أتصور أن رمضان فرصه للإنكفاء على الذات ، ومحاسبتها ، وردع جموحها ، والإنتباه إلى الفقراء ، والمهمشين ، ورقيقى الحال ، والتقرب لرب العالمين سبحانه بالطاعات.
منذ أمس أشعر بالقهر الذى فقدت فيه الإحساس برمضان المعظم مضمونا ، ومنهجا ، وسلوكا ، شهر الخير والبركات ، شاركنى فى ذلك صديقى العزيز عشرة العمر الطويل وأيام الدراسه الأستاذ الدكتور سعيد عقل ، حيث أدركنا معا أن الألم النفسى لم يتوقف عندنا بل طال كل الناس نتيجه لإنقطاع الأرزاق ، تأثرا بفيرس كورونا وما خلفه من إجراءات أثرت على الحياه المعيشيه لكل المواطنين خاصه عمال اليوميه الذين يعيشون حياتهم يوما بيوم أعانهم الله ، وكذلك تدهور الحاله الإقتصاديه للأسر التى من الطبيعى أن تدفع الناس دفعا لرب العالمين لأنه عز وجل الملاذ ، وما مظاهر رمضان من آذان ، وقرآن ، وتراويح ، ومسابقات دينيه بالمساجد ، وتقارب بين الأهل والأحباب على مائدة رمضان ، ، وأنوار بالمآذن ، إلا متنفسا طيبا لإراحة النفوس المتعبه ، حتى ولو كان بالنظر للمآذن عن بعد فما أجل المآذن عندما تنطق الميكروفونات المعلقه بها بالصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين .
أعلنت الحكومه عن إجراءات إحترازيه لمواجهة هذا الفيرس اللعين ، كنت أول من طالب الناس بالإلتزام بها عن قناعه راسخه ومازلت ، بل كثيرا ماوجهت نقدا شديدا للمتهاونين من الناس ، وكانت المفاجأه أن تغلق المساجد ويقضى على كل المظاهر الإسلاميه فى هذا الشهر الفضيل الأمر الذى شعرت معه بالصدمه التى تزايدت تأثرا بإصرار وزير الأوقاف على إستمرار غلق المساجد ، وتشريد الإمام الذى يفكر فى فتحها ، وفصله من وظيفته وكأنه إرتكب عملا مشينا له علاقة بتدنى الأخلاق ، وسحق أى مظهر إسلامى وكأن الإسلام وباء وبلاء ، قد يكون لقرار السيد الوزير حجيه فيما يتعلق بمنع الإختلاط ، حتى لو كان ذلك كذلك ماعلاقة ذلك بمنع نقل ميكروفونات المساجد للآذان وبث القرآن الكريم حتى من إذاعة القرآن الكريم الرسميه ، وماعلاقة ذلك بمنع صلاة التراويح فى الميكروفونات للإمام منفردا حتى يشعر الناس بروحانيات رمضان والذى أعلن عنه المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف وكان جزاؤه الإستغناء عن خدماته ، لاأتصور على الإطلاق أن تلاوة القرآن فى الميكروفونات أو حتى إلقاء الدروس الدينيه ينعش فيرس كورونا !! .
بهدوء شديد ، وبلا مزايدات ، أرى أنه لاعذرلكل الصامتين من العلماء أيا ماكانوا وأياماكانت الفصائل الدينيه التى ينتهجون نهجها رسميه كانت متمثله فى الأزهر جامع وجامعه ، وغيررسميه سلفيين ، على كافة فصائلهم التى ينطلقون منها مجهوله هى أو معرفه ، وكذلك صوفيين ، ودعاه مستقلين أمام ماحدث من غلق للمساجد وسحق للمظاهر الدينيه ، فكان يتعين عليهم أن يأخذوا بأقل الأمور وهى الإنكاء بالقلب ، وأن يكون لهم نصيحه خالصه لوجه الله ، ولا عذر لوزير الأوقاف فى هذا القرار الذى يرى أنه يهدف إلى حماية المسلمين من فيرس كورونا وأنا أراه يجافى الحقيقه ويعمل على طمس الهويه الإسلاميه فى هذا الشهر الفضيل ، وكان يمكن لمعالى وزير الأوقاف أن يكتفى بتطبيق القرار عند أول رمضان الكريم ويتم الصلاه بالمساجد وفق إجراءات إحترازيه بأن يكون بين المصلى والمصلى متر ، ويستخدم كل مصلى سجادته ، ولامانع فى التعسف فى الإجراءات الإحترازيه ، ولامانع أيضا أن تكون كما يحدث فى إجتماعات المسئولين بالدوله ، وكذلك إلتزام المصلين بالكمامه ، والجوانتى المهم ألا تغلق بيوت الله تعالى ، وأهمس له فى أذنه أن التعسف والتشدد فى غلق المساجد قد يفتح الباب على مصراعيه للترويج كذبا أن الدوله فى شخصك الكريم تحارب الإسلام ، وقد يجدها شباب مغيب ذريعه لنشر الأفكار الضاله التى لاشك الدوله براء من هذا الإفتراء .
يامعالى وزير الأوقاف لست فقيها ولا دارسا للعلوم الشرعيه ، لكننى مسلم أزعم أنه يكفينى الأخذ من دينى مايعيننى على طاعة رب العالمين سبحانه ، لذا صحح لى ياصاحب الفضيله ماقد يكون خطأ فى كلامى من أنه رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادى مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة . فكيف يتحقق ذلك وفضيلتك تعمل على سحق أى مظهر إسلامى ، وتغلق المساجد بالضبه والمفتاح .
يامعالى وزير الأوقاف أليس مؤلما أن يصدع المؤذن بالأذان فى روما وكل العواصم الأوروبيه وينكس صوت المؤذن فى مصر الأزهر الشريف منارة العلوم ، مصر التى علمت العالم كله المظاهر الرمضانيه الجميله التى تشع بهجة ونور إيمانى يختفى فيها صوت الشيخ محمد رفعت الذى كان يرتل بالإذاعه قبل الآذان بنصف ساعه ، ويختفى الشيخ الشعراوى الإمام والعالم لأول مره فى رمضان من القناه الأولى ، وهو إمام بحق فى نظر كل الدنيا علمائها قبل عامتها إلا فى نظر مفيد فوزى لاسامحه الله الذى نعته بالإرهاب ، ولايمكن أن تقنعنى أن هذا الإختفاء يأتى فى إطار الإجراءات الإحترازيه لمواجهة فيرس كورونا وإلا نكون قد وصلنا جميعا إلى مرحلة الهبل بعد أن تجاوزنا مرحلة السخف .
ياصاحب المعالى ياوزير الأوقاف إنتبه إذا كنت فى غفله يرحمك الله ، نحن فى مصر بلد المآذن ، ونبع العلوم الشرعيه حيث الأزهر الشريف ، وإذا كنت لاترى من خلال هذا المنظور الإيمانى أمر فتح المساجد فى هذا الشهر الكريم وإعادة الروح الرمضانيه التى لايمكن لك أن تمحوها من الوجدان فالتراها من منظور ماأعلن عنه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء من إعادة الحياه الطبيعيه بالتدريج ، لذا عليك أن تسارع بذلك لعل الله تعالى ينظر إليك بعين الرحمه يوم لاينفع مال ولابنون .