إيمان عوني مقلد
– الوكالات:
أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية امس عن «قلقها البالغ» بعدما أعلنت ألمانيا أن المعارض الروسي أليكسي نافالني تعرّض للتسميم بواسطة غاز الأعصاب «نوفيتشوك».
وأكد المدير العام للمنظمة فرناندو أرياس أن الهيئة الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرا على استعداد لمساعدة أي بلد يطلب منها ذلك.
وأفاد أرياس في بيان أنه «بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، فإن تسميم أي شخص باستخدام غاز أعصاب يعد استخداما لأسلحة كيميائية. ويعد أي اتهام من هذا القبيل مسألة مثيرة للقلق البالغ».
وأضاف أن «استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي جهة في ظل أي ظروف… أمر مستهجن ويعارض تماما المعايير القانونية التي وضعها المجتمع الدولي». وأكد أن المنظمة «تواصل مراقبة الوضع وتقف على استعداد للانخراط مع ومساعدة أي دول قد تطلب مساعدتها».
وأشارت ألمانيا يوم الأربعاء إلى أنها ستتواصل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن القضية، لكنها لم توضح إن كانت ستطلب مساعدتها، وهو أمر يحق لها القيام به بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.
واستعانت بريطانيا بالمنظمة بعد عملية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال في مدينة سالزبري الإنجليزية عام 2018، وأكدت الهيئة حينها أن نوفيتشوك استُخدم في العملية.
وغداة قضية سكريبال، اتفقت الدول الأعضاء في المنظمة في نوفمبر العام الماضي على حظر مجموعة مواد نوفيتشوك رسميا. ويذكر أن نوفيتشوك غاز أعصاب طوره الاتحاد السوفيتي خلال فترة الحرب الباردة.
وعارضت روسيا الخطوة في البداية، لكنها استسلمت لاحقا بعدما توافقت مع الدول الغربية على الطبيعة المحددة للمواد الكيميائية التي يجب أن يشملها الحظر.
لكن من شأن أي طلب ألماني للحصول على مساعدة بشأن تعرّض نافالني المحتمل للتسمم أن يثير التوتر مجددا في المنظمة بين الدول الغربية والكتلة التي تقودها روسيا في الهيئة.
وتنفي روسيا وجود أي أدلة على أن نافالني تعرّض للتسميم، بينما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف امس إن برلين لم تقدم أي إثباتات لموسكو.
وقال بيسكوف: «ليس هناك أي مبرر لاتهام الدولة الروسية»، رافضا الحديث عن احتمال فرض عقوبات اقتصادية على موسكو وداعيا الغرب إلى تجنّب إطلاق «أحكام متسرّعة».
وتسعى موسكو التي تعاني أساسا من عقوبات غربية واسعة النطاق فرضت على خلفية ضمها شبه جزيرة القرم وتداعيات تفشي كوفيد-19 وانخفاض أسعار النفط، لتجنّب أي ضغط إضافي على اقتصادها.