الفقيه ابن تيمية الصوفي المدفون بمقابر الصوفية
بقلم الشيخ/ رضا نصر الدين
مؤلفاته تؤكد أنه كان متصوفا ويكفى أنه أوصى بأن يدفن في مقابر الصوفية بدمشق، ومع ذلك هناك من يحارب الصوفية ويصفهم بالقبوريين وعباد الأصنام وأهل الشرك والضلال وينسب أفكاره هذه إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو منها براء.
والحقيقة أن ابن تيمية رحمه الله كان علما من أعلام المسلمين ولو ترك وشأنه لملأ الدنيا كلها علما ولكنه ابتلى بأعدائه وحساده والحاقدون عليه.
وكل ما اتهم به من أنه يرفض التصوف ويحارب رموزه ويعيب على شيوخه باطل وغير صحيح؛ ذلك أن ابن تيمية رحمه الله كان ينادي بالتصوف ويقر منه القائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكان يرفض التصوف القائم على أسس فلسفية بينما يجل كبار أئمة التصوف مثل الجنيد بن محمد ومعروف الكرخى وسفيان الثورى ومالك بن دينار والمحاسبى والغزالى.
أما تلميذه النجيب ابن القيم رحمه الله فله كتب كثيرة في التصوف وتعد من أرقى ما كتب مثل “مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين”، و”طريق الهجرتين”، وغيرهما.
وابن القيم لا يكون تلميذا لشيخ ينكر التصوف ويحارب رموزه ولا يقره.
وكل من يزعم أن ابن تيمية رحمه الله ينكر التصوف ويحارب رموزه مخطيء.. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.