تقرير: وليد أحمد وفيق
بعد الزيارة الخاطفة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى بغداد والمعلن عنها أن الهدف منها هو تعزيز التعاون الاقتصادي بين فرنسا والعراق فيما لا يخفى بان الزيارة لا تخلو من أهداف سياسية حيث تسعى الادارة الفرنسية من وراء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى بغداد لتبني ملف المنطقة، ولتثبيت النفوذ الفرنسي والدفاع عنه في ظل انشغال الولايات المتحدة الاميركية في الانتخابات الرئاسية، حيث اتضح ان ماكرون حمل مبادرة أممية لتثبيت السلام بالمنطقة، وان العراق يمثل اليوم طرفا مؤثرا في السياسة الإقليمية.
الرئيس الفرنسي أطلع العراق على تلك المبادرة، لمعرفة رؤيته السياسية، ولا سيما أن العراق يعد اليوم أهم طرف مؤثر في أي حدث إقليمي بالمنطقة
وفرنسا لها رغبة وتوجه بأن تضع بصمة وتكون عنصرا فاعلا في ترتيب اوضاع المنطقة، باعتبار العراق من الدول المهمة والبارزة اقتصاديا في المنطقة.
الهدف الرئيس للزيارة هو التعاون الاقتصادي بين فرنسا والعراق ودعم الاقتصاد العراقي، وبالمقابل لا تخلو الزيارة من اهداف سياسية.
وأن العراق لديه أرض خصبة للاستثمار الخارجي، وفرنسا تريد دوراً مهماً في عملية البناء والاعمار والاستثمار وأن الزيارة لا تخلو من التعاون المشترك في المجال الأمني وتبادل المعلومات بين الطرفين.
وكانت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي استمرت لبضعة ساعات قد ارتدت ثوب الاهمية البالغة، باعتبارها العاصمة الثانية بعد بيروت، التي يختارها ماكرون لطرح مبادرة أممية للسلام بالمنطقة، مع التأكيد على سيادة العراق ومنع التدخلات الخارجية.
وتأتي الزيارة في ظل جهود كبيرة يبذلها العراق من اجل إلحاق هزيمة نهائية بالإرهاب، والسيطرة على جائحة كورونا، مع مساع مستمرة للابتعاد عن شبح التوترات بين الحليفين الاميركي والايراني في المنطقة.
واختتم ماكرون، مساء أمس الأربعاء زيارته لبغداد، بعد اجراء لقاءات مع الرئاسات الثلاث، سبقتها مراسيم استقبال رسمية، بينما شهدت اللقاءات مباحثات بشأن التعاقدات العراقية الفرنسية في ما يتعلق بالتسليح، والتوغل التركي داخل الاراضي العراقية.
وعقد رئيس الجمهورية برهم صالح، في قصر بغداد، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جلسة مباحثات ثنائية تناولت علاقات الصداقة وسبل تطويرها، وتوسيع آفاق التعاون فضلا عن مناقشة آخر التطورات على الساحتين العربية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما اعتبر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ان زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بداية حقيقية لشراكة عراقية فرنسية، بينما اشار الى ان السيادة العراقية خط أحمر.
كما استقبل رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واكد رئيس البرلمان دعم السلطة التشريعية للحكومة العراقية، من أجل المضي بخطوات التعاون المشترك بين البلدين، التي تنعكس على مصلحة الشعبين الصديقين.
بدوره، قال الرئيس الفرنسي خلال لقائه الرئاسات الثلاث، حرصت على زيارة العراق، وهي زيارتي الأولى له بعد عدة زيارات وزارية، وذلك لنعبر عن دعمنا للعراق وللمرحلة التاريخية والديمقراطية التي يمر بها.
وأكد الرئيس الفرنسي رغبة بلاده بتعزيز الشراكة مع العراق، معلنا وضع خارطة طريق مشتركة للتعاون بين البلدين، لافتا الى أن بلاده تقف إلى جانب العراق في الحفاظ على سيادته وأمنه واستقلاله.
وتعتبر الزيارة تتويجا للنهج الفرنسي في إعادة الدور القيادي لفرنسا في المنطقة العربية خاصة، في ظل علاقات فرنسا مع إيران وإسرائيل، والتوتر في العلاقات الفرنسية التركية إثر الأزمة في شرق المتوسط بين كلا من تركيا واليونان، والدعم الفرنسي الواضح والمنحاز كليا إلى جانب اليونان في صراع الغاز بشرق المتوسط .
وعلى ضوء تلك المعطيات تكتسب الزيارة أهميتها السياسية قبل الأهمية في الملف الاقتصادي المعلن، وبهذا تكون فرنسا قد جمعت بين السياسي والاقتصادي وتأكيد دورها في المنطقة .