كتب: أحمد آدم
تعد موائد الرحمن من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي التى تميز الشهر الكريم عن باقي شهور السنة وترجع فكرة موائد الرحمن إلى الولائم التي كان يقيمها الحكام وكبار رجال الدولة والتجار والأعيان ، يروى أن أحمد بن طولون حاكم مصر ومؤسس الدولة الطولونية هو أول من رأى في شهر رمضان مناسبة كريمة لاستثمار الفضائل، فأمر بدعوة أغنياء وحكام الأقاليم في أول يوم من رمضان ووزعهم على موائد الفقراء والمحتاجين كي ينفقوا عليها ، وعرفت موائد الرحمن الرمضانية في العصر الفاطمي وسميت السماط ، وكان الخليفة يعد مائدة كبيرة في قاعة الذهب بقصره تمتد من الليلة الرابعة من رمضان حتى الليلة السادسة والعشرين ، ويدعى إليها كبار رجال الدولة والأمراء والوزير وقاضي القضاة ، إضافة إلى موائد أخرى في مسجد عمرو بن العاص والجامع الأزهر .
ويعتبر الخليفة الفاطمي العزيز بالله أول من عمل مائدة في شهر رمضان وكان يخرج من مطبخ القصر في شهر رمضان 1100 قدر من جميع ألوان الطعام ، توزع كل يوم على المحتاجين والضعفاء كما بنى دارا سميت دار الفطرة خارج قصر الخلافة بالقاهرة، وقرر فيها صناعة ما يحمل إلى الناس في العيد من حلوى وكعك وتمر وبندق ، وكان يبدأ العمل بدار الفطرة من أول رجب إلى آخر رمضان ، ويستفيد منها الأمراء والفقراء ، حيث توزع عليهم أصنافها كل على قدر منزلته……بس للاسف مفيش السنة دى موائد نظرا لما تمر بة البلاد….ربنا يخرجنا من الوباء على خير.