قراءة في كتاب ” المعارج القدسية فى المناقب الأحمدية” للدكتور جودة محمد أبو اليزيد المهدي
بقلم الشيخ/ رضا نصر الدين
“المعارج القدسية فى المناقب الأحمدية” كتاب قيم للدكتور جودة محمد أبو اليزيد المهدي رحمه الله.
يقول فيه: طلب الحق سبحانه وتعالى منا في محكم كتابه الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم موالاة أوليائه ومعاداة أعدائه.
وحذرنا من خصومة ومعاداة من والاهم واصطفاهم وتكفل بنصرتهم؛ إذ أعلن الحرب على معادى الأولياء الصالحين بصريح الحديث القدسي الشريف الذي رواه البخاري بسنده عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله تعالى قال من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب ..الحديث).
ويوضح لنا الدكتور جودة محمد المهدي رحمه الله أن الأولياء هم ورثة الأنبياء والمرسلين ولذلك فإن الناس انقسموا إزاءهم في كل عصر إلى فريقين مختلفين تماما، فريق معتقد ولايتهم وسمو منزلتهم عند الله وهم السعداء الملحقون بزمرتهم بمقتضى قوله صلى الله عليه وسلم: “يحشر المرء مع من أحب”.
وفريق حقت عليه الشقاوة فهو المحجوب عن أنوارهم المكذب لولايتهم والقادح في شخصياتهم ومسلكهم إنه المتوعد بحرب من الله تعالى.
ولقد كان من أعظم الشخصيات الصوفية المستهدفة لهذه الطائفة الباغية بالنقد الآثم والطعن الظالم شخصية الولى العظيم العارف بالله سيدي “أحمد البدوي”.
يقول الدكتور جودة محمد المهدي: وما دعانى لتأليف هذا الكتاب صدور كتاب في الآونة الأخيرة بعنوان: “السيد البدوي دراسة نقدية للدكتور عبد الله صابر”، وهذا الكتاب في حقيقته مختصر ومستقى من كتاب آخر صدر من 12عام بعنوان: “السيد البدوي بين الحقيقه والخرافة للدكتور أحمد صبحي منصور بتقديم دكتور السيد رزق الطويل”. وقبلهما صدر كتابان آخران لمحمود أبو ربه ومحمود فهمى عبد اللطيف عن السيد البدوي وكلاهما ينضح بما فيه من معين البغض والعداء لولى الله تعالى سيدى أحمد البدوي ثم أعقبهما كتاب للدكتور سعيد عاشور “السيد البدوى شيخ وطريقة”، وفيه خلط كثير وتحريف للمفاهيم الصوفية الحقة.
ولذلك كله حق على الباحثين المنصفين المتخصصين وحملة الأمانة أن يتصدوا لهذه الغارات الهوجائية بأداة البحث العلمي النزيه ليحقوا الحق ويبطلوا الباطل.
وقد انتهج المؤلف في هذا الكتاب منهجا علميا يقوم على استمداد الحقائق وأصول المادة العلمية من مصادرها الأصلية والأخذ بالمنهج الاستقرائى فى تتبع الشبهات وتسديد ردودها وبالمنهج التاريخي الرائع في استقصاء الحقائق التاريخية المؤصلة ودحض الأكاذيب ورفض ما تشهد القرآئن باختلافه ثم بالمنهج الجدلى الذي تقام به الحجج على المدعين وتتهافت به دعاوى المبطلين.
وقد انتهج المؤلف في هذا الكتاب خطة تقابل خطتى الكتابين المضادين وصنفه على ثلاثة محاور رئيسية هي:
أولا: دعوى إظهار حقيقة الإمام سيدي أحمد البدوي على أنه شيعى باطنى ومبعوث سرى سياسى للعلويين لإرجاع الملك الفاطمي الشيعي والتنسيق بينه وبين الشيعه على مستوى العالم.
ثانيا: ولاية الإمام سيدى أحمد البدوي ومحاولة نفيها عنه بسلب مقتضياتها وإيجاب منافيتها ومناقضتها.
ثالثا: دعوى تأليه القطب البدوى لدى اتباعه ووصم جماهير الصوفية بعبادته وإشراكه بالله سبحانه وتعالى وما ينوط بذلك وموقف الشريعة الإسلامية من هذه الانحرافات.
وقدم المؤلف 40دليلا على بطلان دعوى تشيع العارف بالله سيدي أحمد البدوي وإثبات كونه إمام من أئمة أهل السنة والجماعة منها:
تاريخ ميلاده يحبط دعوى اشتغاله بالتجسس لحساب العلويين أو الفاطميين.
نسبه رضي الله عنه نسب أئمة وأشراف لا نسب جواسيس ولا ساسة متآمرين.
عقيدته هى عقيدة أهل السنة والجماعة.
تصوفه كان هو التصوف الحقيقى المبنى على دعائم المذهب السني وأنه كان شافعي المذهب
لم يعرف عنه أنه اشتغل بالسياسة.
كانت علاقته بالحكام -حكام عصره- طيبة للغاية.
قد وقف حياته كلها على عبادته لربه سبحانه وتعالى.
إلى آخر هذه الأدلة.
ولعظيم اشتهار السيد البدوي بالولاية والعرفان شاعت ألقابه المنبئة عن ولايته، وذكر المؤلف25 لقبا منها:
العارف بالله والسيد والبدوى والبدرى والملثم والفتى والعطاب وأبو العباس والأسد الكاظم وجياب الأسير وولى الله والصامت والسطوحى والصالح وشيخ العرب وبحر العلوم.
ثم اختتم المؤلف كتابه بذكر 20 كرامة من كرامات البدوى تشهد له على تحقيق ولايته، كما ذكر 21 كرامة بعد وفاته وهي تعتبر أصدق دليل على ولايته.