الأسرة ضرورة كالماء والهواء
بقلم/ د. نجلاء الورداني
لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية البنية الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية برمتها في الحد من الجرائم والسلوكيات المنحرفة أو ارتفاع وزيادة معدلاتها، فالتنظيم الاجتماعي والثقافي محدد أساسي لحضور السلوكيات الإجرامية المنحرف أو غيابها، ويتم هذا عبر مسلسل معقد من (العمليات الاجتماعية، ترتيب الأوضاع، التنشئة الاجتماعية، الإعداد، تقسيم العمل، توزيع الأدوار الجنسية، المكانات، المصالح، وسائل الإعلام المختلفة.. وغير ذلك) داخل المجتمع، وما ينتج من استعدادات واتجاهات إما محرضة وإما رافضة للسلوكيات الإجرامية والمنحرفة.
ويأتي على رأس هذه المؤسسات الأسرة، فالمدرسة ثم المجتمع الكبير، حيث تعد الأسرة كمؤسسة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية أول بيئة تستقبل الطفل وأقوى بيئة في التأثير على حياته، وفي بناء وتكوين شخصيته وتشكيلها.
وإذا كانت الأسرة تقوم بعملية الإعداد والتهيئة للحياة الاجتماعية، فهي المسؤولة أيضًا عن عمليات التلقين والتطبيع الاجتماعي للفرد، وكذلك المساهمة في نقل السلوكيات السوية أو الإجرامية لديه.