قصص شاعرة
د. ربيحة الرفاعي
(1) أوروبا كوْرَنَت
ركَعَتْ ببابِ الموتِ.. ،
ترقبُ حتفَها في زحمةِ الجثثِ المقيمةِ في سراديبِ المشافي، استَسلَمَتْ بمرارةٍ .. لمجونِهِ المزعومِ .. !
لمْ تصغي لإيزيسَ استفاقَتْ بأسَها من غفلةٍ، وأتتْ عليهِ؛ تزيحُ كورونا بغضْبَةِ ربّةٍ .. ،
وتُقيمُها ..
فبكى التَّفَرنُجُ وانحَنى.
(2) انتفاضة
توارى …
أطلقَ الجنديُّ من خلفِ المتاريسِِ الرصاصَ الحيَّ سيلا من جحيمِ الموتِ …
في فوضى جموعِ الرازحينَ وراءَ أحلامٍ خبت بينَ المتاهةِ والسياجِ ..،
استولدَ الليلُ القضيّةَ من رفوفِ المجلسِ الأعلى لإغلاقِ الحدودِ … ،
انهارَ صوتُ يمامةٍ لم تستجب للنازحينَ من الإباءِ ، وتمتمت مذبوحةً :
قبري صليبُ العابرينَ …،
فأورقتْ سلمى
(3) إرهاب
تمطّى الليلُ في سيارةِ الإسعافِ … ، داسَ كوابحَ الإيمانِ بالآتي؛ ليحملَ جثةَ الأحلامِ -منتصرًا –
إلى سيارةِ الموتى …
ويصرخَ في المصلّينَ ارتجافًا بانتظارِ الشمسِ :
ألقاكُم هنا ..
في ثورةٍ أخرى
وأنّ الصبر منطفئًا
وماتَ سدى
(4) الذبيحة
غابتْ فعاثَ الليل جورا بالنهارِ .. تقوقعوا يتوسلون الخوفَ بارقةً بخير في المدى، والناس تسألُ والرماحُ تجوب أروقةَ القلوبِ مع الرياحِ .. ،
يراودون الشمس عنها ، بينما ” العنتيل ” يسندُ ظهرهُ ..
لحديدِ لحدٍ باردٍ ..،
نامت بهِ في عجزِ جثّة دميةٍ مغدورةٍ، ألقى عليها نارهُ ذاتَ اشتعالِ فحولةٍ همجيّةٍ ..،
واغتالَ نبضَ وجودها ..
فأناخ قِبلتهُ اليقينُ بلا هدى
(5) عقوبة
تمطّت كالجراد على حقولِ السنبلِ المملوءِ رزقًا مشرعًا للطيبينَ وأعملَت فكًا من الشرهَ استلابًا ..،
لم تشأ في الحقل سنبلةً لغير خوائها الجشِعِ .. المقامرِ بادعاءاتِ المودّةِ ، واغترارا …،
صدقت أن الثمارَ ثمارها ، وبغضبةٍ الخذلانِ في حمّى تنامي الطامعينَ ..
النبع جفَّ …،
ويومها … ماتت
(6) صفقة
هو مجلس الإذعان أعلن في اجتماع خيولهِ ..
أن الحكايةَ واقعٌ، لا شئَ يوقفهُ، ومائدةُ الكلابِ معدّةٌ، وعلى الأرانبِ ..،
أن تنامَ بهدأةِ الراضي بقعرِ صحونِها!
قالوا : – لماذا؟
قالَ أردى القابضين على الأنينِ :-
لنيلِ حصتكم من المطرِ المعربدِ في السماءِ بخيرهِ،
وبحزنها ..،
بصقت على الأرض الغيومُ ..، تقوقعت.