كتب: عبد الرحمن هاشم
سأل سائل يقول: تنزل للإنسان عدة إفرازات فما أشهرها مع توضيح وبيان الأحكام المتعلقة بها؟
وأجاب فضيلة الشيخ الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى قائلا:
أولًا: أشهر الإفرازات التي تنزل من الإنسان تكون على ثلاثة أنواع :
الأول: المنِيُّ وهو يطلق على ماء الرجل وماء المرأة، ومنه قوله تعالى: {أَلَمۡ يَكُ نُطۡفَةٗ مِّن مَّنِيّٖ يُمۡنَىٰ} [القيامة: 37]، وهو الماء الغليظ الدافق الذي يخرج عند اشتداد الشهوة، وبنزوله تنقضي الشهوة، ويكون أبيض اللون لدى الرجال، ويميل لونه إلى الصفرة لدى النساء، ولا يكون غليظًا لديهن.
والثاني: المَذْيُ: وهو ماءٌ رقيق شفاف لَزِجٌ يخرج عند مقدمات المعاشرة الزوجية أو التفكير بشدة في الأمور الجنسية، والفرق بين المذْي والمَنِي: أن المني يخرج بشهوة وبتدفُّق، مع حصول فتور بعد الإنزال، وأما المذْي فيخرج عن تلذذ، ويكون قليلًا، ولا يعقبه فتور، وقد لا يشعر الشخص بنزوله أحيانًا.
والثالث: الوَدْيُ: وهو يطلق على الماء الثَّخين الأبيض الذي يخرج في إثر البول، أو عند حمل شيء ثقيل.
ثانيًا: المني طاهرٌ – على المختار – وهو مذهب الشافعيَّة والحنابلة؛ لأنه أصل الإنسان، ولكنَّ خروجه بشهوة يَلزَم منه الغُسْل سواء نزل في اليقظة أو المنام، ولا تصح العبادات من الجُنُب بدون الغُسْل؛ وهي العبادات التي تحتاج شرعًا للطهارة كالصلاة، والطواف، وتلاوة القرآن، وغيرها.
أما المذي والودي فينقضان الوضوء، ويجب إزالة كل منهما من البدن أو الثوب.
والخلاصة أن خروج المني يوجب الغسل، وخروج المذي والودي يوجب الوضوء فقط مع غسل الثوب والبدن منهما.