إيناس مقلد – (أ ف ب):
قال ناطق باسم الأمم المتحدة أمس الجمعة إن قضية جايكوب بليك الأمريكي الإفريقي الذى أصيب برصاص شرطي فى الولايات المتحدة تؤكد ضرورة استئصال العنصرية داخل الشرطة الأمريكية. وقال روبرت كولفيل الناطق باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى مؤتمر صحفي إنّ القوة المستخدمة ضد بليك تبدو مفرطة وكانت على الأرجح لأسباب مرتبطة بالتمييز.
ويتوقع أن يشارك عشرات الآلاف من الأشخاص الجمعة فى واشنطن فى تظاهرة تنظم فى يوم رمزي هو ذكرى الخطاب الشهير لزعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج «لدي حلم»، وذلك بعد أنّ غذى الحادث حركة مقاطعة كبرى فى عالم الرياضة. وأضاف كولفيل أنّ «هذه الواقعة المأساوية تعيد تأكيد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للقضاء على الروابط بين العنصرية الهيكلية وإنفاذ القانون».
وأصيب رب العائلة البالغ من العمر 29 عاما برصاصات عدة فى الظهر أطلقها عن قرب شرطي أبيض أمام أعين أبنائه الثلاثة فى مدينة كينوشا قرب منطقة البحيرات الكبرى. وقالت السلطات إنّ الشرطة كانت تحاول توقيف بليك وأنهم حاولوا إخضاعه بمسدس صاعق، وأشارت إلى العثور على سكين فى سيارته.
وقال كولفيل إنّ حادث إطلاق النار هو «تذكير مؤلم باستمرار تعرض الأمريكيين الأفارقة لمخاطر عالية عند التعامل مع هيئات إنفاذ القانون فى الولايات المتحدة». وأضاف: «من الصور المتاحة التي رأيناها حتى اللحظة، استخدمت الشرطة قوة تبدو مفرطة ضد جايكوب بليك». وتابع: «لا يبدو أن رجال إنفاذ القانون التزموا بالمعايير الدولية للاستخدام المتعمد للقوة المميتة بسلاح ناري».
وأوضح: «كما يبدو، من المحتمل للغاية أن تكون القوة المستخدمة ضد بليك ذات طبيعة تمييزية».
وفى الأحداث العنيفة والفوضوية التى أعقبت حادث إطلاق النار، سقط قتيلان برصاص أطلقه شخص من بندقية هجومية. وأوقف شاب فى السابعة عشرة من العمر يدعى كايلي ريتنهاوس وانضم إلى مجموعة رجال مسلحين يريدون «حماية» المدينة، واتهم بعمليتي القتل. ويشتبه فى أنه أطلق النار على متظاهرين ببندقية هجومية.
ونجا بليك من الحادث، لكنّ محامي الأسرة قال إن إحدى الرصاصات حطمت العمود الفقري لبليك وألحقت أخرى أضرارا فى المعدة والأمعاء والكبد وإحدى ذراعيه، لذلك قد لا يكون قادرا على المشي مجددا. وقال كولفيل: «برأينا، الأحداث المروعة التى وقعت فى الأيام القليلة الماضية فى كينوشا ليست مكررة فحسب، بل يمكن تجنبها أيضا فى درجة كبيرة». وتابع: «نعبر عن تعاطفنا مع أسرة جايكوب بليك، ونتمنى له تعافيا تاما وإن لم يكن ذلك ممكنا بالضرورة».
