عبد الفتاح مصطفى..الابداع نقاء
بقلم/ يسري عبد الغني
لا نبالغ إن قلنا إن الشاعر عبد الفتاح مصطفى المولود عام 1924 يقترب بالفعل من صفات الملائكة، يكفى أن تختبر ذاكرتك لتتذكر أكثر الأغانى الدينية الراسخة فى ذهنك لتكتشف أنه هو الذى كتبها ” مولاي انى ببابك”، وغيرها من روائع الشيخ سيد النقشبندى الذى أنشد عشرات الابتهالات التى أبدعها عبد الفتاح مصطفى المستحق عن جدارة لقب شاعر الحب والصوفية، فلا ينافسه أحد فى الأشعار الدينية، ومنها أغانى المسلسل الدينى الشهير ” محمد رسول الله ” ، وأجمل الأدعية التى غناها العندليب فى سلسلة ” سبحانك ” التى غناها فى رمضان ، ومنها ” أنا من تراب” ، كما كتب العديد من الأغانى الدينية والعاطفية لأم كلثوم.
ولا تقتصر إبداعات عبدالفتاح مصطفى على الأعمال الدينية بل له العديد من الروائع العاطفية التى يرددها الجميع دون أن يعرف اسم مبدعها الذى تغنى عباقرة الطرب بكلماته بداية من أم كلثوم : «لسة فاكر، ليلى ونهاري، وأقولك إيه عن الشوق»، وليلى مراد: «راح الهوى»، وكارم محمود: «يا حلو نادى لى»، ومحمد قنديل: «سحب رمشه»، ومحمد فوزي: «عوام، وتملي في قلبي يا حبيبي» ، ومحمد عبدالمطلب:«وردك يا جار الهوى فتح على عوده».
وتعددت مواهبه ولم تقتصر على كتابة الأغانى والاشعار بل كتب سيناريو وحوار أعظم الأعمال الدينية ومنها سيناريو وحوار “مسلسل محمد رسول الله” الذى حصل على جائزة أحسن سيناريو ، إضافة إلى تأليف تتر وأغانى المسلسل ، وإبداعاته فى أغانى فيلم الشيماء، ومنها وا جريحاه لحن محمد الموجى، وحسبه الله معه لحن بليغ حمدى، وباقى أغانى الفيلم التى لحنها عبد العظيم محمد، كما كتب كلمات أغانى فيلم فجر الإسلام ومنها ” إلى رحاب يثرب” ، فضلا عن عشرات الأعمال الإذاعية ومنها (عوف الأصيل – مرزوق – الشاطر حسن – شمس الأصيل- عذراء الربيع).
كان الشاعر عبدالفتاح مصطفى مرهف الحس قلبه متعلق دائما بحب الله وهو ما يبدو واضحا من أشعاره ، و وصفه الموسيقار محمد الموجى بأنه رجل صالح، وقال عنه الشاعر سيد حجاب إنه كان لديه مشروع شعرى متكامل وأشعاره ليست رص كلام كالباقين، ولم يكتب عبد الفتاح مصطفى ما يندم عليه، وفى نهاية حياته تفرغ للعبادة والتضرع إلى الله.
وبلغت قمة إبداع الشاعر الصوفى عبد الفتاح مصطفى فى فيلم الشيماء عندما أراد أن يعبر عن موقف “بجاد” فى آخر الفيلم ، فلم يجد أحسن ولا أجمل من كلام الله الذى اقتبس منه المعنى الذى يجسد هذه اللحظة ، ففعل ما لا يستطيع غيره أن يفعله ، حيث كتب خمس شطرات تعبر عن المعنى المقصود باحترافية شديدة، ” كم ناشد المختار ربه ..فى هدى انسان أحبه ..لكن وحى الله جاء.. إنك لا تهدى الأحبة.. والله يهدى من يشاء”.. وتوفى عبدالفتاح مصطفى فى يوليو عام 1984.