سأل رجل يقول: حدث بينى وبين زوجتي مشاجرة ثم ذهبت إلى عملي، وعند عودتي وجدتها قد ذهبت إلى أهلها، فقلت أمام أمي: هى طالق.
ثم كلمتني زوجتي فى التليفون فقلت لها: قد طلقتك.
ثم التقيت والدها فقلت له: ابنتك طالق بالثلاثة.
فما الحكم؟
أجاب فضيلة الشيخ رضا نصر الدين من علماء وزارة الأوقاف قائلا:
يقول الحق تبارك وتعالى : “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”، فالحياة الزوجية مقدسة تقوم على المودة والرحمة والسكن.
ولما كانت النفوس البشرية تتقلب وتتغير وكل ابن آدم خطاء، وقد علم الله كل ذلك فشرع للزوج كيف يعالج الأمور بحكمة مع زوجته فقال سبحانه وتعالى: “واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن” سورة النساء.
وأنت يا أخي قد جانبك الصواب فلم تطبق شرع الله عز وجل ولم تعالج الأمور بحكمة بل تسرعت عندما تركت زوجتك البيت فقلت أمام أمك “هى طالق”، ربما لتثبت لأمك أنك رجل.
ثم لما كلمتك زوجتك فى التليفون لتوضح لك الأمور أخبرتها بأنك طلقتها ثم قلت لوالدها “ابنتك طالق بالثلاثة”. ثم ندمت الآن وتبحث عن الحل وتريد زوجتك.
فاعلم أخي الفاضل أن الحياة الزوجية مقدسة وأن الطلاق ما شرعه الله عز وجل إلا للضرورة القصوى وهو أمانة فى عنق الرجل ولأن الرجال قوامون على النساء، فعليك أن تتجنب الحلف بالطلاق وتتمسك بشرع الله عز وجل.
أما عن حكم الطلاق الذى وقع منك فإن الطلاق الأول الذى نطقت به أمام والدتك قد وقع به طلقة رجعية واحدة.
وقولك بالتليفون طلقتك واخبارك لوالدها بأنها طالق بالثلاثة فكل ذلك تأكيد للطلاق الأول.
فراجع زوجتك إن أردت واستقم على أمر الله عز وجل، واعلم أنه قد بقي لك طلقتان، والله أعلى وأعلم.