كتبت : إيمان عوني مقلد
– الوكالات: أعلنت السلطتان المتحاربتان في ليبيا في بيانين منفصلين أمس وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل وتنظيم انتخابات في أنحاء البلاد، بينما رحّبت الأمم المتحدة بـ«التوافق المهم» بين الطرفين.
ويأتي البيان المفاجئ بعد زيارات عدة قام بها مسؤولون أجانب لليبيا في الأسابيع الأخيرة. ويبدو أنه أول اتفاق سياسي منذ اتفاق الصخيرات في المغرب الذي تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة والذي تشكلت بمقتضاه حكومة الوفاق الوطني.
وتسود الفوضى ليبيا منذ أطاحت انتفاضة مدعومة من الغرب بالرئيس الأسبق معمر القذافي عام 2011 وأفضت إلى مقتله. واليوم، تتنافس سلطتان على النفوذ في ليبيا: حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج التي تتخذ من طرابلس مقرا من جهة، والسلطة الموازية التي أسسها رجل الشرق القوي المشير خليفة حفتر المدعوم من قبل رئيس البرلمان عقيلة صالح.
وقال السراج في بيانه الذي يأتي بعد أكثر من عام من المعارك الدامية بين الطرفين إنه أصدر تعليماته «إلى جميع القوات العسكرية بالوقف الفوري لإطلاق النار وكل العمليات القتالية في كل الأراضي الليبية».
ودعا إلى «انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال شهر مارس القادم، وفق قاعدة دستورية مناسبة يتم الاتفاق عليها بين الليبيين».
كما أشار بيان السراج إلى «أن تحقيق وقف فعلي لإطلاق النار يقتضي أن تصبح منطقتا سرت والجفرة (الخاضعتان لسيطرة قوات حفتر) منزوعتي السلاح» وتقوم أجهزة الشرطة من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلهما.
وفي بيان منفصل، أعلن صالح كذلك الانتخابات بدون أن يحدد موعدا لها، ودعا إلى «الوقف الفوري لإطلاق النار وكل العمليات القتالية في جميع أنحاء البلاد».
وبينما لم يأت صالح على ذكر نزع السلاح في سرت والجفرة إلا أنه اقترح أن تكون سرت مقرا لمجلس رئاسي جديد يحل محل حكومة الوفاق الوطني.
كما أكد الطرفان في بيانيهما استئناف إنتاج وتصدير النفط وتجميد إيراداته إلى حين التوصل إلى تسوية سياسية.
وتوالت ردود الفعل الدولية المرحبة بالإعلان، إذ وصفت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز القرارات الأخيرة لطرفي النزاع الليبي بـ«الشجاعة»، معربة عن أملها «أن يفضي هذا الأمر إلى الإسراع في تطبيق توافقات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) والبدء بترحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودة على الأراضي الليبية».
وأُقرّت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 (خمسة أعضاء من قوات المشير حفتر وخمسة أعضاء من قوات حكومة الوفاق) ضمن حوار جنيف في فبراير بهدف الوصول إلى وقف إطلاق نار دائم.
كما رحّبت الجامعة العربية من جهة، وإيطاليا من جهة أخرى، بالإعلان.
بدوره، رأى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الإعلان «خطوة مهمة» على طريق التسوية السياسية.
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب حكومة المملكة بإعلان المجلس الرئاسي ومجلس النواب وقف إطلاق النار في ليبيا. وأكدت الخارجية السعودية «ضرورة البدء في حوار سياسي داخلي يضع المصلحة الوطنية الليبية فوق كل الاعتبارات، ويؤسس لحل دائم يكفل الأمن والاستقرار للشعب الليبي الشقيق، ويمنع التدخل الخارجي الذي يعرض الأمن الإقليمي العربي للمخاطر».
ورحبت الجزائر كذلك بالتوافق الليبي «بهدف الوصول إلى حل سلمي يحفظ مصالح ليبيا والشعب الليبي الشقيق».
ورحب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الجمعة بمعلومات «مهمة وإيجابية» بعدما أعلن كل من الطرفين المتنازعين في ليبيا وقفا لإطلاق النار وإجراء انتخابات مقبلة. وكتب بوريل على تويتر: «من الأهمية بمكان أن يلتزم كل الأطراف بما أعلنوه. يستحق جميع الليبيين حلا سياسيا وعودة إلى الاستقرار والسلام».
من جهتها، رحبت السفارة الأمريكية في ليبيا ببياني إعلان وقف إطلاق النار، قائلة إن هذه الخطوة مهمة لكل الليبيين.
وفي الاتجاه ذاته رحبت سفارة كندا في ليبيا ببياني مجلس النواب الليبي وحكومة الوفاق في طرابلس، عقب إعلان وقف إطلاق النار في كل المناطق. وقالت السفارة في تغريدة على موقع تويتر إنها تحث كل أطراف الصراع الليبي على تنفيذ وقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية.
من ناحيتها، أعربت إيطاليا عن أملها تطبيق التصريحات المتعلقة بإعادة إنتاج النفط، قائلة إن ذلك سيكون خطوة شجاعة لإعادة الاستقرار إلى البلاد.
أما في الموقف الروسي فنقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصادر في وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا.