وصمة المرض النفسي.. هل من جديد؟
بقلم
ا. م. د. حنان عبد الباقي محمد خليل
الأستاذ المشارك بكلية اللغات والترجمة
جامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا
إن توفير بيئة تسمح للفرد بالتمتع بالصحة النفسية غاية تهدف إليها كل البلاد المتقدمة وترصد لها ميزانيات تقدر بالملايين وتعتبرها من أولويات الاهتمام بصحة المجتمع
ومن العوامل التي تساعد على زيادة الاستقرار للأسرة وللمجتمع.
ومن الخطأ النظر للمريض النفسي على أنه وصمة عار سواء من جانب أسرته أو ممن يتعاملون معه في محيط دراسته أو عمله.
والمريض النفسي لا يمكن التعرف عليه بسهوله لأنه يعيش مأساة مرضه ولا يظهر ذلك للآخرين.
وهناك مفاهيم خاطئة تخص المريض النفسي والنظرة إليه وبعض الناس تتهمه بالجنون.
لكن المرض النفسي مثل أي مرض آخر يمكن التعافي منه في كثير من الحالات أو حتى التعايش معه مثل أي مرض عضوي آخر كالضغط أو السكر أو القولون العصبي.
وعلاج المريض النفسي بالكهرباء وربطه بالسرير ووضع شيء في فمه انتهى العلاج به منذ عام ١٩٦٠ في حين تظهر بعض المشاهد في الأفلام العربية حتى الآن المريض النفسي وهو يتم علاجه بالكهرباء.
وهو ما ظهر بوحشية في فيلم “خلي بالك من عقلك” وغيره من المشاهد التي كان يقوم بها إسماعيل يس واعتباره مجنونا وقيامه ببعض الأفعال التي لا تزيد عن كونها مشاهد تمثيلية.
وفي أمريكا وبعد عرض فيلم Psycho الذي عالج الأعراض التي يعاني منها المريض النفسي والآلام التي يتعرض لها، صدر قرار من الحكومة الأمريكية بزيادة ميزانية وزارة الصحة بنسبة 500% عن ذي قبل وتوجيه الجزء الأكبر منها لعلاج المرضي النفسيين لأنهم يمثلون قوة عاملة معطلة قد تؤثر على الاقتصاد الأمريكي.
ولقد عانى كثير من العلماء المشهورين خاصة في مجال الفيزياء والرياضيات من أمراض نفسية وعولجوا منها وتكفي المعلومة بأن أحد العلماء الذين نالوا جائزة نوبل كان يعاني من مرض الفصام.
ولا يمكن أن يقوم بعلاج المرض النفسي أي متخصص في علم النفس أو ما يسمى حاليا بLife Coach.
ولكن يتوجب على من يقوم بهذا العمل أخصائي متخصص في الطب الإكلينيكي يتلقى تدريبا مع استشاريين متخصصين لمدة ٣ شهور على الأقل ثم اجتياز اختبار في علم النفس الإكلينيكي بنجاح.
وتقوم الدولة المصرية حاليا تحت رعاية رئيس الجمهورية بحملة دعا إليها الأستاذ الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الصحة النفسية ومستشار سيادة رئيس الجمهورية للصحة النفسية والتوافق المجتمعي لمجابهة ما يسمى بـ”وصمة المرض النفسي” وتصحيح مفهوم المرض النفسي، والوصول للقرى والجوع لمحاربة الشعوذة والدجالين الذين يدعون إخراج الجن من أجساد المرضى النفسيين وهي أيضًا حملة يرعاها الأستاذ الدكتور علي جمعة ومؤسسة مصر الخير.
ويكفي أن تعرف أن نسبة ليست بقليلة مصابة بأمراض نفسية ويمكن علاجها والشفاء منها.
ومصر بها نسبة تتراوح بين 5% و 6% هم المصابون بالمرض النفسي.
كذلك ينبغي عدم الخلط بين الدين والمرض النفسي والاعتقاد الخاطيء بأن المريض النفسي بعيد عن الله بل يجب مساعدته للوصول إلى الشفاء بإذن الله.