بهذا يبقى الود والحب بين الناس
بقلم الشيخ/ عبد المولى هلد
من كبار علماء وزارة الأوقاف
أشهد أن محمدا رسول الله خير من عفا وأصلح ويكفينا ما فعله في فتح مكة، فإن إسلامنا هو دين التسامح والعفو والإحسان، قال تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. ). العمران 134.
قال السعدي رحمه الله: والعفو أبلغ من الكظم لأن العفو هو ترك المؤاخذة مع السماحةعن المسيئ وهذا هو المتاجر مع الله فكان أجره علي الله، قال تعالى: ( فمن عفا وأصلح فأجره علي الله.). الشوري 40.
وأما الاحسان: أن تحسن إلي من أساء إليك وخاصة من الأ قارب والأصحاب فإن قطعك فصله وإن ظلمك فاعف عنه وإن تكلم فيك حاضرا أو غائبا فلا تقف له بل اعف عنه بطيب الكلام وحسن الحوار.
فاحذر من سوء الكلمة فإن الكلمة لها خطر عظيم علي المجتمع فبكلمة تنال رضوان الله أو سخطه، وبكلمة تصبح المرأة حلالا أو محرمة عليك.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا فيرفع بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا فيهوي بها في جهنم (متفق عليه ).
فالخلاف موجود إلي قيام الساعة، ومستحيل أن تجد رجلا علي وجه الأرض شبيها للآخر سواء في العقل أو في الجسم أو في الشكل أو في الكلام أو في البصمة.
قال الله تعالى: (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ) الروم 22.
انظر إلي عظمة العفو عند الرب سبحانه وتعالي.
اللهم اجعلنا من العافين والمتسامحين عن الناس واحفظ بلدنا مصر وطهر قلوب المصريين من الحقد والغل والحسد والنفاق والبغضاء إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وفي النهاية: الخلاف لابد منه.
ولكن لابد أن يكون مظللا بالأدب والاحترام والتقدير وبعدم سوء الظن واتهام النيات.. بهذا يبقى الود والحب بين الناس.