بروكسل – ( أ ف ب) :
أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا، وذلك في أعقاب قمة طارئة لقادة الدول الأعضاء في التكتل. وشدد ميشال على أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب الشعب البيلاروسي، وأعلن أن التكتل يتّجه إلى فرض عقوبات على عدد «كبير» من مسؤولي نظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو.
وتأتي تصريحات رئيس المجلس الأوروبي بعيد إعطاء لوكاشنكو أوامر للحكومة بالتصدي للاضطرابات في البلاد وتعزيز حماية الحدود، في اليوم الحادي عشر لتظاهرات المعارضة التي تحتج على نتائج انتخابات 9 أغسطس الرئاسية. وكان القادة الأوروبيون حضوا يوم الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الضغط على لوكاشنكو، حليفه الرئيسي، من أجل تشجيع حوار مع المعارضة.
وفي وقت سابق يوم أمس دعت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا الأوروبيين إلى رفض نتائج الانتخابات الرئاسية «المزورة» التي جرت في التاسع من أغسطس فيما بدأ الاتحاد الأوروبي قمة يرتقب أن يوسع خلالها العقوبات على نظام ألكسندر لوكاشنكو.
ومنذ الإنتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي جرت في 9 أغسطس، تتزايد الضغوط على الرئيس الكسندر لوكاشنكو الذي يحكم البلاد منذ 1994. وقد أعلن فوزه بنسبة 80% من الأصوات ويواجه تظاهرات يومية وحركة إضراب تطاول صناعات حيوية لاقتصاد البلاد.
وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل شخص ثالث أمس الأربعاء، وهو متظاهر (43 عاما)، أصيب برصاصة في رأسه وفقًا لأقارب ووسائل إعلام. وكان قد شارك في 11 أغسطس في تظاهرة جرت في بريست واعترفت الشرطة بإطلاق الذخيرة الحية خلالها
. وقالت تيخانوفسكايا باللغة الانجليزية في تسجيل فيديو موجه إلى مجلس أوروبا ووضع على موقع يوتيوب «أطلب منكم عدم الاعتراف بهذه الانتخابات المزورة .
وأضافت: ان لوكاشنكو فقد كل شرعية في نظر أمتنا والعالم .
وتابعت: ان الناس الذين ذهبوا للدفاع عن أصواتهم في شوارع مدنهم في كل أنحاء بيلاروسيا تعرضوا للضرب المبرح وأدخلوا السجن وتعرضوا للتعذيب من قبل نظام يتمسك بيأس بالسلطة.
وغيرت سفيتلانا تيخانوفسكايا أستاذة اللغة الانجليزية التي لا تملك خبرة سياسية، الحملة الرئاسية حين جمعت أعدادا غير مسبوقة من الحشود في تجمعاتها الانتخابية وعبر حصولها على دعم معارضين آخرين. وأعلنت فوزها ونددت بحصول عمليات تزوير.
وكانت قد حلت مكان زوجها سيرغي المدون الذي أوقف في مايو بعدما أعلن ترشيحه ضد الكسندر لوكاشنكو ويواجه خصوصا تهمة «الإخلال بالأمن العام» مع عقوبة سجن تصل إلى سنوات عدة. تتظاهر المعارضة يوميا منذ انتخابات 9 أغسطس، ونظمت في نهاية الأسبوع الماضي أكبر حركة احتجاج في تاريخ البلاد مع مائة ألف مشارك، داعية إلى حركة إضراب التزمت بها صناعات أساسية في بيلاروسيا.
صباح الأربعاء تجمع عشرات المتظاهرين لدعم إضراب عمال مناجم سوليغورسك بجنوب مينسك، فيما أوقفت الشرطة عدة متظاهرين من أمام معمل الجرارات الزراعية في العاصمة. كما أغلقت قوات حفظ النظام مدخل المسرح الأكاديمي للدولة، وأقيل مديره الذي انضم إلى المحتجين.