التعليم المصرى كنوز وموارد واكتفاء ذاتي
بقلم/ د. دعاء سعادة
لا شك أن التعليم المصرى يعانى من مشكلات عديدة نتيجة قلة الموارد والمخصصات التعليم من الموازنة العامة للدولة لا تفى بتحقيق احتياجات المؤسسات التعليمية من تطوير البنية التحتية وتطوير الوسائل والأنشطة التعليمية وكذلك تحقيق الرضا الوظيفى بين العاملين بالمنظومة خاصة المعلم الذى يشعر بالاحباط وأن حقوقه ضائعة.
ولكن بتبنى فكر مختلف عنما يتراءى فى أذهان الجميع الآن من حكومة وشعب أن وزارة التربية والتعليم خدمية مستهلكة وليست منتجة ومتغافلين بذلك عن اهم منتج للوزارة وهو الإنسان القوة والمورد الأساسى لكل كيانات الدولة والذى يستحق فعلا أن نغطى تكاليف إنتاجه وتطويره وتاهيله على أعلى مستوى.
ومع ذلك ونظرا للظروف الاقتصادية العالمية التى تحتاج رؤى مختلفة وافكار خارج السياق المعتاد يمكن من خلال تفكير أكثر تحررا أن تصبح هذه الوزارة أيضا منتجة وتحقق أرباحا مالية ومع توزيع ذكى وعادل لهذه الأرباح بين تطوير مؤسساتها التعليمية وتطوير العاملين بها وارضائهم ماديا.
ستتحقق المعجزة ونجعل لنظام التعليم مردودا ماديا وموارد إضافية من خلال لا مركزية حقيقية وإعطاء الفرصة لمديرى المدارس لاستغلال موارد كل مدرسة من مبان ومرافق وطلاب ومعلمين لتقديم خدمات محتمعية نظير مقابل مادى يعود بفائدة للجميع فى نظاق معايير للمشروعات التى يمكن تنفيذها ومعايير توزيع عادلة للأرباح ومتابعة جيدة لمثل هذه المشروعات
وفى لقاء مع الأستاذ محمد محمد عفيفى معلم خبير ومدير مدرسة محمد حسام خطاب للتعليم الأساسى إدارة ديرب نجم التعليمية محافظة الشرقية قال:
“عاوز الوزارة تسيب ايديها وتطلق العنان للأفكار وعدم إدارة المواقف من المكاتب.. مدرستى جميله نظيفة ومنتجة ومتطورة مش مجرد شعار يكتب على مدخل المدرسة.. مدرستى واسعه فنائها واسع عاوز استغله بس خايف من المساءلة عاوز أزرع حواليه أشجار مثمرة بمشاركة الأولاد.. الأولاد هيأكلوا وهيصنعوا كمان.. عصير مانجو.. عصير تفاح.. مخلل زيتون.. مربى جوافه.. زراعة شتلات.. كل ده هيعمل ايه؟ هينمى ثقافة الولد وحبه للوطن وانتمائه المدرسة.. لأنه هياخد هامش ربح هيعتمد على نفسه ومش هيكلف أسرته.. باحلم اعمل مركز تصنيع خشب.. باب وشباك وأثاث.. خلال الفترة الصيفية بمشاركة الأولاد كلهم.. منهم هيكتسبوا حرفة، وعلى الجانب الآخر هيستفيدوا ماديا وهيبعدوا عن أصدقاء السوء والكافيهات.. باحلم ااجر ملعب مدرستى للشباب مقابل أجر رمزى.. كل الأحلام دى مستعد أنفذها على أرض الواقع وبما يرضى الله ورسوله.. باحلم أبنى مدرستى بنفسى دون تكبد الدولة أعباء مالية بل بالعكس سأدخل لها دخلا بس ماتستولاش على الجزء الأكبر كما عودتنا وأصبح لدينا إحباط”.
هكذا يفكر الكثيرون فى تغيير الواقع المؤلم من خلال آليات تنفيذ وأفكار قابلة للتحقيق وليست مجرد أحلام.
أتمنى أن تكون عندنا الجرأة لترك العنان ولتمكين حقيقي لكل مبدع فى مجاله ومكانه ونترك العبرة للنتائح.
من هذا المنطلق أعلن مركز الإسكندرية للتنمية والتدريب والتعليم الالكترونى ومن خلال مبادرة “ارسم بكرة” التى يتبناها المركز
عن حلقة نقاشية بعنوان:
(رؤى لتنمية موارد التعليم المصرى) وذلك يوم الأربعاء الموافق ٢٦ أغسطس ٢٠٢٠ وقام بدعوة المختصين بالتعليم واقتصاديات التعليم والخبراء وأصحاب الفكر والمهتميين. لحضور الحلقة المفترض تقديم نتائجها للمسئولين بالوزارة كمقترح لتنمية موارد وزارة التربية والتعليم مساهمة في إيجاد حلول عملية لأزمة المعلم المصرى. ودعما لرؤية الدولة مصر 2030.