كتبت: إيناس مقلد
غزة -(أ ف ب):
دفع التصعيد بين حركة حماس وإسرائيل منذ أكثر من أسبوع القاهرة إلى تجديد وساطتها بإرسال وفد رفيع المستوى إلى قطاع غزة أمس الاثنين فى محاولة لتهدئة التوترات بين الطرفين. ووصل الوفد المصري الذى يمارس دورا تقليديا فى الوساطة بين حماس وإسرائيل ظهر الإثنين إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (ايريز) بحسب مصادر أمنية وشهود.
ويترأس الوفد الأمني المصري رئيس ملف فلسطين فى المخابرات العامة المصرية اللواء أحمد عبدالخالق. وقال مصدر فى حركة حماس إن الوفد «سيلتقي قيادة حماس ثم سيلتقي ممثلين للفصائل» مضيفا «ستتركز النقاشات على سبل وقف العدوان الإسرائيلي المستمر وإنهاء إجراءات الحصار التى فرضها الاحتلال على شعبنا فى قطاع غزة».
وتأتي زيارة الوفد فى مسعى لوضع حد للتوتر فى قطاع غزة بعد أسبوع من التصعيد تخلله قصف جوي وبري إسرائيلي وإطلاق بالونات محملة بمواد متفجرة باتجاه المناطق الإسرائيلية ما أدى مرات عديدة إلى حرائق فى أراض زراعية إسرائيلية قريبة من حدود القطاع. وقالت سلطة الإطفاء الإسرائيلية «أن البالونات الحارقة تسببت بما لا يقل عن 149 حريقا».
من جانبها، صعدت إسرائيل من ضرباتها الليلية على قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس الإسلامية منذ 13 عامًا. وقال الجيش فى بيان إن «الدبابات الإسرائيلية استهدفت عددا من نقاط المراقبة العسكرية التابعة لحماس الإرهابية فى قطاع غزة». ولم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا جراء القصف.
وذكر بيان الجيش أن «مثيري شغب فلسطينيين أحرقوا مساء السبت إطارات سيارات وألقوا عبوات ناسفة وقنابل يدوية باتجاه السياج الحدودي وحاولوا الاقتراب منه». وأكد مصدر أمني فى غزة «نفذت طائرات الاحتلال ودباباته عدوانا جديدا على قطاع غزة واستهدفت عددا من المواقع ونقاط الرصد التابعة للمقاومة قرب السياج» الفاصل بين الجيب الفلسطيني وإسرائيل، «ما أحدث أضرارا متفاوتة».
وفرضت إسرائيل مزيدا من القيود على القطاع الذى تحاصره منذ أكثر من عقد. وشددت حصارها بمنع الصيادين فى غزة من الابحار فى المتوسط، وقال شهود عيان إن «زوارق حربية إسرائيلية فتحت خراطيم مياه وأطلقت النار تجاه قوارب الصيادين قبالة دير البلح ما أدى إلى إغراق عدد منها واجبر الصيادين على المغادرة». وأغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم التجاري مع القطاع كخطوة عقابية ضمن التصعيد المتبادل، كما منعت ادخال الوقود إلى قطاع غزة.
وأعلنت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية فى غزة أن «محطة توليد كهرباء غزة ستتوقف بكامل قدرتها الإنتاجية صباح الثلاثاء الموافق 18/08/2020 وذلك بسبب نفاد الوقود نتيجة إيقاف توريد الوقود اللازم لتشغيل المحطة منذ الأربعاء الماضي من معبر كرم أبو سالم من طرف الاحتلال الإسرائيلي». وقالت «الأمر الذي سيترتب عليه زيادة العجز فى إمدادات الطاقة الكهربائية للمواطنين».
ويعاني أكثر من خمسين بالمئة من سكان قطاع غزة الذى يبلغ عدد سكانه مليوني فلسطيني من الفقر بحسب البنك الدولي. واعتبر محللون أن البالونات بمثابة رسالة من اجل الحصول على المال القطري فى ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية فى قطاع غزة.