وارسو – ( أ ف ب ) :
حضّت الولايات المتحدة وبولندا أمس السبت الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو على الاستجابة لمطالب الشعب في وقت يواجه الزعيم القوي أكبر تحد لحكمه منذ توليه السلطة في عام 1994.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال زيارة لوارسو، إنه يتشاور مع شركاء أوروبيين منذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في بيلاروسيا في 9 أغسطس.
وأضاف أن الهدف المشترك هو دعم الشعب البيلاروسي لتحقيق سيادته وحريته والمضي قدما على أساس ما يجري الآن في هذه الاحتجاجات». وتابع بومبيو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البولندي ياسيك تشوابوتوفيتش «نحض قيادة بيلاروسيا على توسيع الدائرة للالتزام بالعمل مع المجتمع المدني بطريقة تعكس التفاهمات المركزية التي يطالب بها الشعب البيلاروسي».
وتولى البلدان العضوان في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بولندا وليتوانيا المجاورة التي وفرت ملاذا لمنافسة الرئيس البيلاروسي المعارضة سفتلانا تيخانوفسكايا، زمام المبادرة في الدبلوماسية الأوروبية بشأن بيلاروسيا. وأعلنت تيخانوفسكايا الجمعة إنشاء مجلس تنسيقي لضمان نقل السلطة، وطلبت من الحكومات الأجنبية «مساعدتنا في تنظيم حوار مع السلطات البيلاروسية».
وقال تشوابوتوفيتش ندعو السلطات البيلاروسية إلى البدء في احترام حقوق الإنسان الأساسية والانخراط في حوار مع المجتمع»، مكررا دعوة بولندا لإجراء انتخابات جديدة حرة ونزيهة. كما وقعت بولندا والولايات المتحدة اتفاقا دفاعيا يسمح بنشر ألف جندي أمريكي إضافي في بولندا بالإضافة إلى الجنود الـ4500 الموجودين في البلاد.
وفي هذا الأثناء كثّفت المعارضة في بيلاروسيا ضغوطها على الرئيس ألكسندر لوكاشينكو من خلال تظاهرة جديدة في مينسك أمس السبت، فيما ناشد الرجل القوي روسيا مساعدته. واحتشد قرابة 5 آلاف من أنصار المعارضة قرب محطة مترو بوشكينسكايا في العاصمة، تكريما لمتظاهر قضى هناك هذا الأسبوع خلال قمع الشرطة للمتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات التي جرت الأحد الماضي وأعلن لوكاشينكو فوزه فيها.
ووضع المتظاهرون الزهور في الموقع الذي قضى فيه المتظاهر الكسندر ترايكوفسكي (34 عاما) الاثنين، وسط هتافات «ارحل» فيما رفع البعض صورا لمحتجين ظهرت عليهم آثار كدمات قوية بعد انتشار روايات عن تعرضهم للضرب والتعذيب خلال توقيفهم.
وأمام أكبر تحد لحكمه المستمر منذ عام 1994 وجه لوكاشينكو نداء علنيا غير اعتيادي للتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال لمسؤولين حكوميين في اجتماع متلفز «العدوان على بيلاروسيا يتوسع. علينا الاتصال ببوتين، الرئيس الروسي، كي أتمكن من التحدث إليه الآن. لأن الأمر لا يشكّل تهديدا لبيلاروسيا فحسب». وقال إن بيلاروسيا تواجه «تدخلا خارجيا» وإن «حالة اتحاد» تربط اقتصادي وجيشي البلدين تحتاج إلى «حماية». وأكد الكرملين أن الرئيسين تحادثا هاتفيا وعبرا عن الثقة في التوصل إلى «حل سريع» للوضع. واتفقا في المكالمة الهاتفية على حل سريع «للمشكلات» في بيلاروسيا.