أيها المريد الصادق: الزم أدب العبودية مع حضرة الربوبية
فضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد
هناك حقائق ومشاهد راقية؛ تلزم المريد بأدب العبودية مع حضرة الربوبية، ومن ذلك ما يلي:
(كل ما زاد عن الماء والطين، فهو جمال رب العالمين)
فتقول: هذا ليس جمالك، ولكنه جمال الله الذي حلاك.
وتنشد: يا أيها الماء المهين من الذي سوَّاك وجعلك بصيراً وسميعاً؟
هو الله عز وجل ..
ولو وقف الإنسان عند هذه المشاهد، على الفور سيلتزم بأدب العبودية مع حضرة الربوبية… وبماذا يفتخر؟
بفضل الله عليه، وبإكرام الله تعالى له، ولن يزهو بنفسه على غيره، ولن يفتخر بعمله عن سواه، وإنما يفتخر بفضل الله الذي أكرمه به، وفضل الله كما قال إمامنا أبو العزائم رضي الله عنه:
والفضل لا يُعطى لعلة عاملٍ
نزِّه إلهك عن سوى ومثال
والفضل فضل الله يُعطى منةً
بالحب في طه العزيز الغالي
من لحظة في الحب تشهد وجهه
وتفوز منه بــسره والحال
تُعطى الكمال فلا يراك مصدق
إلا ويشهد نوره المتلالي
تُعطى العلوم وتشهدن فتترجمن
بلسان أهل القرب والأبدال
كل هذا يحدث عندما يرجع الإنسان لحقيقته، ويردُّ الفضل إلى خالقه وباريه وواهبه عز وجل.
أسأل الله أن يفتح علينا أجمعين فتحاً مبيناً، وأن ينصرنا على أنفسنا نصراً عزيزاً، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه،
وأسأل الله عز وجل أن يفقهنا في ديننا، وأن يُلهمنا رشدنا، وأن يرزقنا ما رزق به الصالحين قبلنا، وأن يجعلنا من خيار عباده الصادقين في اتباع نبينا.
وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.