البيان الإلهي
بقلم/ د. محمود عابدين
في عقيدة كل مسلم أن القرآن الكريم هو البيان الختامي من رب الخلق إلي الخلق فلا كتاب بعده فهو آخر هدي السماء لهدي أهل الأرض.
ومن عجيب صنع الله في هذا الهدي الأخير أنك لا تجد واقعة أو نازلة أو حتي أزمة مرت أو تمر علي البشر إلا عالجها ووضح سبيل التعامل معها مهما بلغت من قوة أو غموض.
فعلى البشر أن لا ينتظروا وحيا جديدا إنما عليهم أن يطهروا قلوبهم ويسلموا بعقولهم وأفكارهم لتفهم الوحي الذي بين أيديهم ففيه الحل الذي يلهثون خلفه للوقائع الصعبة مهما اشتدت ضراوتها.
فلا نتجاوز الحقيقة إن قلنا إن كل واقعة أو نازلة أو مشكلة تحتاج ولا شك لبيان إلهي فهو سبحانه الموجه الأول والأخير لخلقه نحو الحياة الصحيحة الخالية من المنغصات.
وقد جاءنا البيان الإلهي المعصوم الذي فيه الحل الأخير لجائحة كورونا التي يشكو منها البشر الآن.. جاء في الوحي الكريم والعهد الأخير قوله تعالي: (أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).. هذا هو البيان الإلهي وبقي أن نرقى لمستوى فهمه وتطبيقه، وهذا في نظري يحتاج إلي:
أولا: الإحساس العميق بالاضطرار والاحتياج له سبحانه وتعالي لا لغيره، والبشرية في طريقها لهذا الشعور ولا شك وذلك عندما تعجز أسبابها وتهجم عليها وساوسها.
ثانيا: الدعاء، وهذا يعني التوجه والسؤال والتضرع الحقيقي وهو لا يتحقق إلا بآداب وشروط، أما الآداب فهي:
١- المطعم الحلال، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة) وهنا يكمن الخطر الحقيقي على إنسان هذا الزمان عندما تغلق في وجهه الأبواب فيضطر لدعاء مولاه فيفتش في حياته فيجد الغالب عليها طعمة الحرام أو علي الأقل الطعام الذي فيه شبهة الحرام. فإن أردنا أن نخرج من الأزمة فعلا فعلينا أن نصحح مصادر طعامنا علي ما يرضاه الله تعالى.
٢- وأيضا الإلحاح في الطلب، فهو سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم.
هدا جانب من البيان الإلهي الذي جاءنا كمخرج آمن من أزمتنا الحالية، فهل من متدبر؟