باريس – وكالات أنباء :
حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس من «أي تدخل خارجي» في لبنان خلال اتصال مع نظيره الإيراني حسن روحاني، بعد ثمانية أيام من الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية وأدى إلى تظاهرات مناهضة للطبقة السياسية.
وذكّر ماكرون «بضرورة أن تتجنب كل القوى المعنية أي تصعيد للتوتر وكذلك أي تدخل خارجي، ودعم تشكيل حكومة مهمتها إدارة الأزمة الطارئة»، وفق ما جاء في بيان للرئاسة الفرنسية.
وأشار ماكرون أيضاً إلى «الحاجة الملحة إلى التحرك في الإطار الذي وضعته الأمم المتحدة خلال المؤتمر الدولي لدعم ومساعدة بيروت والشعب اللبناني».
وأثار ماكرون الملف اللبناني أيضاً في اتصال مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث أشار إلى «أهمية أن يعمل الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي معاً على التهدئة بما يصب بمصلحة الاستقرار في لبنان والمنطقة كاملةً، ودعم حكومة» لإدارة الأزمة الطارئة.
التمس ماكرون أيضاً «مشاركة روسيا في الآلية التي وضعت خلال المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني» الذي عقد عبر الفيديو برعاية الأمم المتحدة وفرنسا.
ولم تشارك موسكو في هذا المؤتمر الدولي الذي جرى التعهد خلاله بتقديم مساعدة طارئة إلى لبنان بقيمة 252.7 مليون يورو.
وفي بيروت تواصلت أمس عمليات البحث عن مفقودين تحت أنقاض مرفأ بيروت الذي تحوّل الى ساحة واسعة من الركام نتيجة الانفجار الذي أوقع 171 قتيلا، بينهم من لم يتم التعرف على هوياتهم بعد، و6500 جريح. فيما يتغير عدد المفقودين باستمرار، إذ يتوزعون بين الذين لم تنته فحوصات الـ«دي أن إيه» الخاصة بهم، والذين لم يعثر على جثثهم أو أشلائهم بعد.
من جانبها أعلنت منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي أمس أن أكثر من خمسين في المائة من 55 عيادة ومركزا صحيا أجرت تقييما لها في بيروت أصبحت خارج الخدمة بسبب انفجار المرفأ المدمر.
وقال مدير الطوارئ للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط ريتشارد برينان في المؤتمر الذي انعقد في القاهرة عبر الإنترنت، «بعد تقييم 55 عيادة ومركزًا صحيًا في العاصمة اللبنانية نعلم الآن أن أكثر من 50 بالمائة بقليل أصبحت خارج الخدمة».
وأضاف أن «ثلاثة من المستشفيات الكبرى على الأقل في بيروت تعطلت بسبب الانفجار«، و«ثلاثة مستشفيات أخرى تعمل بطاقة أقل من المعتاد». وتابع «هذا يعني أننا فقدنا حوالي 500 سرير».
وتستمر المساعدات بالتدفق إلى لبنان، معظمها من دون المرور بأجهزة الدولة.
ووصل إلى بيروت أمس وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، وسلّم الصليب الأحمر اللبناني مساعدة بقيمة مليون يورو.
وجاء الانفجار ليزيد من أزمة اللبنانيين المعيشية، إذ تعاني البلاد من أسوأ انهيار اقتصادي في تاريخها فاقمته تدابير الإغلاق العام جراء وباء كوفيد-19 الذي سجّلت الإصابات به معدلاً قياسيا يوم الثلاثاء.
وعلى وقع الاحتجاجات التي عمت الشارع منذ الانفجار، قدّمت الحكومة استقالتها يوم الاثنين.
ويعقد مجلس النواب اليوم اجتماعه الأول منذ الانفجار، وعلى جدول أعماله إقرار مرسوم إعلان حالة الطوارئ في بيروت مدة 18 يوماً قابلة للتجديد، ما يثير خشية منظمات حقوقية.