هل من حق الزوج أن يمنع زوجته من زيارة أهلها؟
بقلم الشيخ/ رضا نصر الدين
هناك من يقول على المرأة أن تستجيب لطلب زوجها وأن تتلطف في الاعتزار للوالدين ويجب عليها الالتزام بما أمرها زوجها من عدم زيارة بيت أهلها وعدم زيارتهم لها وأنه لا إثم على الزوجة إذا انقطعت عن زيارة أهلها حفاظا على استقرار حياتها الأسرية إذا كانت زيارتهم لها تحدث نوعا من عدم الاستقرار وهذا الجواب غير دقيق لما يلي:
العلاقة الزوجية علاقة متكافئة بين الرجل والمرأة لا يسترق واحدا منهم الآخر ولا يأسر واحدا منهم صاحبه إذ الشارع لم يرتب على عقد الزواج شيئا من ذلك لأي منهما على الآخر،
وإنما رتب على هذا العقد حقوقا متقابلة لكل من الزوجين على صاحبه وترتيب هذه الحقوق على كل منهما للطرف الآخر يبعد بهذه العلاقة عن طبيعة الاسترقاق أو الأسر الذي يكون فيه المسترق أو الأسير في مرتبه أدنى ممن استرقه أو أسره ولهذا يقول الحق تبارك وتعالى:
{ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}، وقال: {وعاشروهن بالمعروف}.
القول بأن على المرأة ان تلتزم بما ألزمها زوجها من عدم زيارة أهلها أو زيارتهم لها وأنها يجب أن تطيعه في ذلك قول مخالف لما أجمع عليه جمهور أهل السنة والجماعة ومخالف لنصوص القرآن والسنة النبوية الصحيحة.
ففي الصحيح من مذهب الحنفية أن الزوجة يجوز لها أن تزور والديها في كل جمعة مرة ولو بغير إذن الزوج وعليه الفتوى في مذهبهم.
ولو كان أبو الزوجة كبيرا في السن ويحتاج إلى خدمتها والزوج يمنعها من ذلك فعليها أن تعصي زوجها سواء كان أبوها مسلما أو كافرا ويجوز للزوجة كذلك على الصحيح المفتي به في المذاهب أن تخرج لزيارة محارمها رجالا ونساءً في كل عام مرة أو أكثر ولوبغير إذن الزوج وكذلك المالكية يحوز لها ذلك إذا كان الوالدان بالبلد الذي تقيم فيه وأمنت على نفسها عند الخروج لزيارتهما وهومذهب الشافعية.
فخروجها بغير إذن زوجها لا يعد نشوزا والدليل على ماذهبوا إليه قوله تعالى: { وصاحبهما في الدنيا معروفا}، وقال أيضا: {وبالوالدين احسانا}، وقول رسول الله لما سئل عمن أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك وقال عند بيان أكبر الكبائر عند الله عقوق الوالدين وعدم زيارة المرأة والديها ينافي ما أمر الله به من الإحسان إليهما ومصاحبتهما بالمعروف وشكرهما وعدم الامتثال لما أمر به معصية فضلا عما في عدم زيارتها من عقوق لهما وهو من أكبر الكبائر.
يضاف إلي هذا أن عدم زيارتها قطع للرحم التي أمر الله بوصلها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قاطع رحم.