كتب: سمير شهاب
تعود الناس فى الكثير من مدن وقرى مصر على مجاملة العروسين فى حفلات الزفاف بالمال لمساعدتهم فى بداية حياتهم الزوجية ويسمى ذلك بالنقوط فهل تعتبر هذه الأموال دينا يجب سداده؟
وما الحكم إذا لم يتمكن العروسان من ردها بسبب ضيق سبل العيش؟
أجاب الشيخ رضا نصر الدين قائلا:
العرف والنية لهما أثر كبير فى الحكم على الهدايا التى تقدم للعروسين والتى تسمى فى الأوساط الشعبية “النقوط” فإذا كان من عادة أهل البلد مساعدة العروسين بالنقوط انتظارا لرده فى مناسبة مقبلة لمن قدمه كان ذلك بمثابة إعارة أو قرض كما نص على ذلك الفقهاء ومنهم الشافعية.
وقد جرى العرف فى بعض البلاد فى أيامنا المعاصرة حرص أهل العروسين فيها على دعوة الذين دفعوا لهم من قبل نقوطا بمناسبة أفراحهم ويقيمون حفلا أو اجتماعا بشكل خاص ويجمعون النقوط من الحاضرين سواء منهم من كان عليه دين أو من يبدأ من جديد بالإهداء.
أما الدافع فقد تكون نيته مساعدة العروسين من باب التعاون أو الهدية أو الهبة وحينئذ يكون دافع النقوط لا يبغى الرد وكل ما يرجوه هو الثواب وتأكيد المحبة بين الناس.
وهنا لا يجب على العروسين أو أهلهما الرد أى رد مثل ما قدم إليهما ولكن يستحب المجاملة بقدر الاستطاعة لقوله تعالى “وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها”.
ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من أسدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كفيتموه”، وفى هذه الحالة لا حرج ولا عقوبة فى عدم الرد أو المكافاة.
أما إذا كانت نية الدافع الرد فى مناسبة مستقبلة كان النقوط فى ذمة العروسين أو أهلهما كالقرض لا يبرؤون منه إلا بالدفع أو طلب السماح من صاحبه.
وتعرف نية الدافع من حالته غالبا فإذا كان ثريا أو مستغنيا عما يقدمه للعروسين فهو غالبا هدية أو هبة لاينتظر ردها. والله أعلم.