أستطيع القول وأنا مرتاح الضمير أن التعليم فى مصرنا الحبيبه يمر بأزمه خطيره تدفع بنا جميعا إلى منعطف أشد خطوره قد يعصف بمستقبل أجيال متعاقبه ، أو يتمخض عنها إنهيارا فى البنيه السلوكيه والثقافيه بل والوجوديه بين المجتمعات إذا لم ننتبه ونتصدى لتصويب الخلل ، وحصار الإنهيار .. لاأقول ذلك من عندياتى بل تؤكده الشواهد ، وترسخه الوقائع ، وتكشف عنه الأحداث المتعاقبه التى تجعلنى على وشك أن أبكى وكل المخلصين على مبادىء تضيع بأيدينا نحن وليس بأيدى أعدائنا إما بجهالة ، أو حسن نيه والتى كثيرا ما تكون منطلقا للكوارث والمصائب .
ليس أدل على ماطرحته بشأن تلك القضيه الكارثيه والقلب يئن من الوجع مما شهدته إدارة بسيون التعليميه التابعة لمديرية التربيه والتعليم بالغربيه فيما يتعلق بشاب هو من النوابغ لذا إستحق أن تستعين به أكثر من مدرسه ليطبق منظومه تعليميه أبدع فى مفرداتها حيث حصل على بكالوريوس التربيه النوعيه عام 2014 بتقدير جيد جدا أهلته ليكون ضمن العشر الأوائل على دفعته لذا تم تعيينه فى سبتمبر 2015 ضمن الـ 30 ألف معلم .
إنطلق الشاب السيد إبراهيم ماضى أخصائى الصحافه والإعلام والمسرح بمدرسة أبوحمر الإعداديه المشتركه ومدرسة نهضة مصر الإبتدائيه فى الإبداع ليحصل على شهاده فى التنميه البشريه من السفاره الكنديه ، ودوره فى إستراتيجية التخطيط ، ودوره فى القياده الحديثه ، ودوره فى كتابة الـ c.v وعمل المقابلات ، ودوره فى مهارات التواصل التفاعلى ، ودوره فى البرمجه اللغويه والعصبيه ، ودورات فى اللغه الإنجليزيه ، ودوره فى إدارة الوقت .
شأن كل أبناء جيل المعلمين المبدعين من الشباب الذين يتمسكون بالفضيله ، ويرسخون للإحترام ، ويقومون أى تجاوز سلوكى تظهر ملامحه لدى بعض أبنائنا الطلاب ليتربوا على الخلق القويم الذى تلاشى بالمجتمع ، إنطلاقا من تلك الرساله النبيله للمعلم والتعليم ، تصدى يوم الأحد 16 فبرابر الماضى المعلم السيد إبراهيم ماضى للسلوك المشين الذى بدر من بعض الطلاب أثناء وجوده بالحصه والذى تمثل فى سخريتهم منه ، وإحداث هرج ومرج بالحصه والتجاوز فى حقه بالألفاظ عندما رفض مسلكهم المشين ، وكتصرف حضارى حرر المعلم مذكره بشأن هذه الواقعه إلى مدير مدرسة أبوحمر الإعداديه المشتركه يطلب فيها إتخاذ اللازم مع هؤلاء الطلاب حتى لايتكرر هذا الموقف ثانية حفاظا على العمليه التعليميه والذى قام بدوره بفصل طالبين منهم لمدة يومين .
للأسف الشديد أن هؤلاء الطلاب الذين أتوا بهذا السلوك المستهجن تتمتع أسرهم بسمعه طيبه ، بل إن أحدهم يشغل والده موقع وظيفى رفيع بديوان عام إدارة بسيون التعليميه ، الأخطر من ذلك كله أن اليقين راسخ بأن هؤلاء الطلاب كانوا ضحايا حيث يوجد بالقطع من دفع بهم للتعدى على المعلم السيد ماضى خارج المدرسه وهو فى طريقه لمنزله بالقريه بل ومحاصرة منزله وأمطروه بوابل من السباب الذى لايليق على الإطلاق لابعراقة قرية أبوحمر التى ينتمون جميعا لها ، ولا بالإحترام الذى ألمسه لدى أهل هذه القريه الكريمه ، حتى أنهم حاولوا إقتحام منزله وهذا لايليق ، ولاأتصور أن يقبله حتى أولياء أمور هؤلاء الطلاب وإلا نكون فى مصيبه كبيره الأمر الذى جعله يحرر محضر لهؤلاء الطلاب بمركز شرطة بسيون فى 20 فبراير الماضى بعد تلقيه تهديدات منهم بمزيد من الإهانه وطالب بإتخاذ اللازم قانونا .
إمعانا فى الهزل توجه بعض أولياء أمور الطلاب بتقديم شكوى إلى مسئولى التعليم ضد المعلم السيد ماضى وإتهامه بالتعدى على الأولاد المساكين الملائكه وكأن المعلم شولوك هولمز ، وتكتمل المأساه عندما يبث هؤلاء الطلاب فى نفس الوقت مقطع فيديو يتفاخرون فيه بإهانة المعلم وسبه وشتمه والتعدى عليه وهو فى طريقه لمنزله ، تم بحث الشكوى بالشئون القانونيه حيث تم الإستماع إلى شهود من زملاء الطلاب أنفسهم بأن المعلم المسكين وضع حذائه على رأس أحد الشاكين من الطلاب فى إستخفاف بالمنطق والعقل وإنتهى الأمر بقرار الشئون القانونيه المبجله التابعه لإدارة بسيون التعليميه بإستبعاد المعلم المعتدى عليه والمهان من التدريس وتحويله إلى أعمال مصلحيه أى والله أعمال مصلحيه يعنى عفوا ” ساعى ” أو ” عامل ” ينقل البوسطه بديوان عام الإداره التعليميه ببسيون فى سابقه لم ألمسها بالنسبه للعقوبات بالتربيه والتعليم وهذا مادعانى للإنزعاج .
لاأزعم أن المعلم يمتلك الحقيقه وحده ، ولا الطلاب أيضا ولاأى إنسان ، بل إن هناك باليقين جوانب غير معلنه فى هذا الأمر يتعين الكشف عليها لعلاج تداعياتها على الفور خاصة وأن أبناء تلك القريه أسره واحده ، لأن أشد ماأخشاه أن يكون لتلك الواقعه المأساويه تداعيات مجتمعيه وتعليميه خطيره إذا لم يتم تداركها على الفور لعل أهمها منطقيا تراجع أداء المعلمين خطوات للخلف ، وإرتفاع صوت الأباطيل ، ومنح الطلاب بجميع المدارس رخصة للتطاول على معلميهم ، وطبيعى أن يخلف ذلك تأثرا سلبيا فى المنظومه التعليميه وسيكون ذلك فى رقبة كل المسئولين عن منظومة التعليم فى القلب منهم الدكتور طارق شوقى وزير التعليم نفسه وسيتكرر هذا اليوم الأغبر فى تاريخ التعليم ببلدتى بسيون كثيرا والذى شهد فيه إهدارا لكرامة المعلم ووضع العملية التعليميه عفوا فى الحضيض ، وتحويل المعلم فجأه من معلم متميز حاصل على شهادات تميز ومتقدم علميا وتعليميا إلى معلم غير مؤهل تربويا لذا يتم تحويله لإدارى بالإداره التعليميه ببسيون وكله بالقانون !!.
ولأن الصحافه ضمير الوطن ، وعين الشعب ، وصوت المستضعفين ، وإنطلاقا من أننى لست طرفا بل إننى لاأعرف طرفى المأساه كان من الطبيعى أن أتلمس الخطى وأبحث حول ماحدث ، بعيدا عن طرفى الأزمه المعلم من ناحيه ، والطلاب وأولياء أمورهم من ناحية أخرى خاصة المعلمين منهم فى نفس المدرسه ، فهالنى ماسمعت ، وأدركت ماذا يعنى تعجب بعض المنوط بهم تنفيذ قرار الإبعاد للمعلم الأمر الذى يجعلنى أناشد الوزير ووكيل الوزاره أن يستمعوا لهذا المعلم ويفتحوا تحقيقا شفافا بعيدا عن هؤلاء الذين لم يكلفوا خاطرهم ببذل الجهد وإصدار القرار إنطلاقا من وقائع يقينه وحقائق دامغه ، ويقينى أن ضميرهم لن يسمح بإستكمال خيوط تلك المهزله . وفى النهايه سيكون القرار عنوان الحقيقه بعد إسناد التحقيقات لأصحاب ضمائر تستمع لكل الشهود ، وترسخ للحق بضمير القاضى .
خلاصة القول .. الأمر جلل لأنه طبيعى أن نلمس المكائد والدسائس فى الحياه العامه حيث عم الفساد البر والبحر بما كسبت أيدى الناس وبما يفعلون من معاصى ، إنما نلمس هذا الخلق غير الكريم فى بعض مدارس التربيه والتعليم بالغربيه وعلى رأسه الرجل الخلوق المحترم المهندس ناصر حسن وكيل الوزاره ، ووزير تعليم يجتهد للرقى بالمنظومه التعليميه فهذا يعنى أننا حقا أمام أمر جلل وأننا أصبحنا فى مصيبه كبرى تستلزم التدخل السريع من الوزير ووكيل الوزارة لضبط الإيقاع بالشئون القانونيه ، ومعاقبة الذين يثبت إرتكابهم مايشين من أى طرف فى إطار تحقيق شفاف وبأقصى سرعه بعد أن أصبحت الواقعه محل تندر بعد أن نشر الطلاب أنفسهم هذا الفيديو الذين يهينونه فيه وعلى أوسع نطاق المعلم فى سلوك مستهجن وغير مقبول وغير مسبوق فى العمليه التعليميه حيث دبره عقليات شيطانيه تفوق قدرة هؤلاء الطلاب . أتمنى أن تصل الرساله ويتم تصويب الخلل قبل أن نبكى جميعا على اللبن المسكوب .