بيروت-وكالات
سقط أكثر من 70 قتيلا ونحو 4000 جريح بينهم حالات خطرة في انفجار ضخم هز مرفأ بيروت عصر أمس، وسُمع دوي انفجار في العاصمة اللبنانية، وشوهدت سحب الدخان تتصاعد في سماء العاصمة بكثافة عقب الانفجار، ووصل الدوي إلى قبرص.
وهز الانفجار الأعنف من نوعه في بيروت منذ سنوات الأرض حتى أن بعض السكان اعتقدوا أن هناك زلزالا. وخرج الناس إلى الشوارع مذهولين تتساقط دموعهم وبعضهم مصابون بجروح يحاولون معرفة ما حدث لأقاربهم. وأظهرت لقطات مصورة للانفجار تداولها السكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي عمود دخان يتصاعد من منطقة المرفأ أعقبه انفجار هائل.
وفي قبرص القريبة من لبنان قال سكان إنهم سمعوا دوي انفجارين كبيرين متعاقبين. وقال أحد سكان العاصمة نيقوسيا إن منزله اهتز.
وفي تطور عاجل، اشتعلت النيران في باخرة قبالة مرفأ بيروت بعد الانفجار الضخم ولم يُعرف ما إذا كان عليها ركاب أو عمال.
وأفادت وزارة الصحة بسقوط 73 قتيلا و3700 جريحا نتيجة الانفجار.
ونقل موقع حزب الكتائب عن محافظ بيروت مروان عبود ان «ما حدث أشبه بتفجير هيروشيما ونكازاكي». وأضاف المحافظ: «فقدنا فريق إطفاء ولا ندري أين هم عناصره».
وتسبب الانفجار، بحسب وسائل إعلام لبنانية، في وفاة أمين عام حزب الكتائب اللبنانية نزار نجاريان، وكانت حالته حرجة ويرقد في غيبوبة.
وأشار الإعلام اللبناني أيضا إلى إصابة ابنة رئيس الحكومة وزوجته وعدد من مستشاريه بجروح طفيفة.
ولم يتضح بعد سبب الحريق الذي أدى الى الانفجار، وصرح وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي لتلفزيون «الجديد» على «تويتر» بأن «المواد شديدة الانفجار التي كانت في العنبر رقم 12 هي (نترات الأمونيوم) وعليكم بسؤال الجمارك عن سبب وجودها هناك».
ورجّح مصدر أمني أن يكون نتج عن «انفجار مستودع يضم كميات من نيترات الأمومنيوم».
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي إلياس فرحات إن ضخامة الانفجار وشكل الغيمة التي تشكلت عنه التي تشبه الفطر بالإضافة إلى اللون الوردي الذي ملأ الموقع، تشير إلى أن الانفجار «جاء نتيجة عبوة كبيرة جدا تحتوي على مواد كيماوية، أو بقصف صاروخي بعيد المدى».
أشارت معلومات أولية لقناتي «العربية» و«الحدث» بأن الانفجار الذي هزّ بيروت أمس وقع في مخزن لسلاح حزب الله بمرفأ بيروت.
من جهته، رجّح المدير العام للأمن العام اللبناني عباس إبراهيم أن يكون الانفجار الضخم ناجما عن مواد «مصادرة وشديدة الانفجار». وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل ليس لها علاقة بالانفجار.
ومن جانبه، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع الى اجتماع طارئ الليلة الماضية في قصر بعبدا لبحث انفجار بيروت. وأعطى الرئيس عون توجيهات إلى كل القوى المسلحة بالعمل على معالجة تداعيات الانفجار الكبير، وتسيير دوريات في الأحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الأمن، وكذلك تقديم الإسعافات إلى الجرحى والمصابين على نفقة وزارة الصحة، وتأمين الإيواء للعائلات التي تشردت نتيجة الأضرار الهائلة التي لحقت بالممتلكات.
كما أعلنت حكومة لبنان أمس يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار. وقد جّه رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب مساء الثلاثاء دعوة لتقديم مساعدة دولية للبنان بعد الانفجار الهائل.
ويأتي الانفجار قبل ثلاثة أيام من صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
أدى الانفجار الضخم الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت إلى وقوع أضرار في «بيت الوسط»، مقر إقامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، الذي خرج بسلام من الموقع.